همزة المصباح
يعلق في باب الحرائق قفله
و يبعد عن غزل النواعم غزله
تمازج في رؤياه حلم و يقظة
وساوره شك ﻷول و هله
تنقل ما بين السهاد و ليله
خياﻻ على نسج السكون مدله
رأى ظله التيهان يدرج وحده
فأمسكه خوف الفؤاد و دله
و تابع أسفار *ابن بطوطة جوى
و في مائه الفضي غسل وحله
على خطوه تشرى الدروب محبة
و في يده تلقي الفراقد عمله
إذا زكت البيداء في كف غيمة
مشت فوق آمال اﻷصابع نخله
ولي قمر أحلى لمحوك إن دجى
تخيلت يا ليل التأمل شكله
أضيفي الى لون الفراشة لونه
فطفلك يا أم الربيع توله
أتى نجمه الرملي يحمل كنزه
سرابا على ثغر الحروف فبله
يقلب ثلمي التراب بكفه
و تعرف تيجان البروق محله
تمزق خيط للضباب للحظة
فلمع مرآة و أحرز طله
يخثر أقطار البﻻد حقيبة
و ما احتاج يوما للسؤال تعله
إذا اشتاق لﻷحباب أورى جناحه
و أخرج من دلو الغياهب حله
يقعر في عصف الغبار ازدراءه
و إن هو مر العصف فيه أجله
تخاطف لمعات الكروم بنانه
ومن دورق الهاوي تفر أهله
و سيان للهيمى إذا ذاب بعضه
أو ا*حرق في جمر التشوق كله
و غافله السهم الندي برمية
و جرحه لحظا ، فأشهر فله
حرير على شوك تعشق داميا
و من ذا الذي وافى العليل و سله
نبيل و مهواه الجروح تفاخرا
يعزز في بنك الجوارح نصله
تراءى له بدر ، فحط قباله
و لما توارى عنه ، يمم رحله
عشيرته اﻷعلون سر يراعه
يقدس وراق المشاعر أهله
أنا ..أنت والمجنون عقد غرابة
مع الفن واﻹبداع شكل مله
تصلي عناقيد و تسكر نظرة
و من حيث يلقاك المتيم قبله
و يلتف حول اﻷبجديات ناسكا
و تحيي محاريب التبتل شتله
يسكن في بحر الخواطر لجة
و تجرفه في الشط أحرف عله
و أكبر من بحر اﻷماني شراعه
فأرخى الى ما ﻻنهاية حبله
يغوص كصاري اﻷفق بعد غروبه
و تقطع أمواج العباب أقله
و أسدى بساط الريح ما أتلف النوى
الى مرفأ الطرف الكحيل أقله
نزركش بالضوء الشفيف شفاهنا
و باﻷحمر الرمان نطبع قبله
خريطتنا البيضاء بوصلة الهدى
إذا ضاع مرسال فنحن أدله
نردد في اﻷصقاع لحن نشيدنا
و نرفع لﻷوتار راية دوله
أقص على نفسي حكاية كاذب
و قتلي أبطال الرواية عله
يسرح طوفانا بطوفان غارق
تخاطب أخشاب السفينة نجله
تعالي لنهدي الشمس معطف ثلجنا
عرانا لروحي الشتات مظله
بلوغي ﻷسباب النسور عزيمة
و خفقي بﻻ ريش اﻷحبة ذله
و نبري بأقﻻم الوعود لقاءنا
ونكتب بالهمس البريء مجله
فتاريخنا الميﻻد محض خرافة
و تاريخنا الهجري كان مسله
أراجيفنا البلهاء سحر بهائنا
و ضحكتنا من لعبة الدد غله
نطول أردان السعادة كلما
شعرنا بميزان التجانس خله
نكلل أبكار الخيول نزفها
رياحا و أشواطا ، و نركب نمله !
و زئبقنا الهاني براحة سارب
يضل أمانا من هناك أضله !
أنا طائر للحب عند غدي هوى
و أمسي زهرات و يومي نحله
تفلت من قوس توتر خاطفا
و أردته ما تحت الحواجب زله
فأودعت في قارورتي ما رميته
فخضت محيطات الوجود بجمله
دﻻلك يا أجبال طول حياتنا
بأن على أكتافنا لك حمله
نسير دما بالعمر يهدر نفسه
و دهرك باﻷيام جدد نعله
نفذت من الحبر اﻷنيق بشمعتي
و باق بأنفاس البنفسج شعله
هبي همزة المصباح زيت تبرك
فزيتون أضﻻع الحبيب تأله .
محمد علي الشعار
14/2/2017