recent
أخبار ساخنة

‏بيت_ألمهار_2‬...بقلم الكاتبة .دعاء طه

سلوي علي محمد
الصفحة الرئيسية

لكن شئ ما أضاء بأحد أركان الغرفة نور كأنه يأتي من عالم أخر غير عالمنا .. أصاب الكاتب الذعر و أخذ يسأل .. من هناك .. أجابه صوت نسائي : إنه أنا سيدة هذا المنزل .. إنه أنا ألمهار .. أ أ ..ألمهار لا هذا غير حقيقي .. غير معقول .. و أغمض عينيه و ظل يردد أثرت قصتك عليك فقط إنها ليست إلا خيالات إنها خيالات .. انطلقت منها ضحكة عالية .. خيالات .. عن أي خيالات تتحدث .. أنا واقع و لي وجود و ها أنت تسمع صوتي أليس كذلك .. و الآن لم أصبح مجرد واقع فقط بل أصبحت واقعك انت الذي يجب أن تعيشه و لكن بشروطي أنا .. أزداد خوف الكاتب مما سمعه .. أه مسكين أسمع دقات قلبك كالنواقيس حولي و أخذت تطلق الضحكات .. استجمع الكاتب شجاعته و سألها : م.. ماذا تريدين ؟! .. طلبي بسيط و أنت تعرفه اجمع أجزاء جسدي المدفونه بهذا المنزل و أحضرهم لي .. لن أعطيك يوم واحد كمن سبقوك فأعتقادي أنك أذكى من جميع من تعرضوا لمثل موقفك و ستنفذ ما أطلبه منك .. سأمهلك حتى نهاية الشهر الجاري مهلة كافية أليس كذلك .. اختفي صوتها و هذا الضوء الذي ظهر بهذا الركن بالغرفه و عادت الأضواء تعمل مره اخري .. وقف الكاتب يلتقط أنفاسه و يفكر فيما دار بينه و بين شبح هذه السيدة .. أخر الشهر الجاري بقي علي نهايته ثلاثة أيام فقط .. ما الذي عليّ فعله .. أخذ يفكر لدقائق و من ثم قرر الرحيل عن هذا المنزل .. صعد لغرفته و جهز حقيبته سريعا و ما أن توجه إلى باب منزله حتى وجد بابه قد كتب عليه بالدماء "أعتقدت أنك أذكى من البقية و لكنك تفعل مثلهم .. سينتهي مصيرك كما أنتهي مصير من سبقوك " .. ارتجف قلب الكاتب مما قرأ و سرعان ما صعد الى غرفته و اعاد ترتيب اشياءه مرة أخري .. و ما أن نزل إلى باب البيت حيث كتبت تلك العبارات فلم يجد لها أثرا .. خرج من منزله مقررا شراء أدوات للحفر .. يجب أن أجد أجزائها لأتخلص من هذا الكابوس الذي أعيشه .. نزل إلى سوق القرية و ظل يبحث و يسأل عن مكان يبيع معدات للحفر حتي دلوه أهل القرية علي متجر صغير جدا تديره سيدة في عقدها الرابع .. دخل إلى المتجر و طلب من السيدة بعض أدوات الحفر و دفع ثمنها و قبل أن يهم بالرحيل سمع صوت لامرأة عجوز : أشتم رائحتها بالمكان . إنها تتجهز لضحية جديدة .. التفت الكاتب إلى السيدة و قد أصابه الذعر .. عن من تتحدثين جدتي .. إنها هي ألمهار هذا الشر الكامن بداخل ذلك البيت .. أشتم رائحتها بك إنها تريدك ضحيه كمن قبلك .. أحفر و جد أجزائها بني أحفر بأركان غرف المنزل و ستجد بقاياها مدفونة هناك .. و لكن أياك أن تعطيها هذه البقايا كما أرادت منك جدها و أحرقها بني .. و قامت العجوز بخطوات بطيئه و أحضرت ورقة قديمة و مهترئة من أعلى أحد الرفوف .. خذ هذه الورقة و اقرأ ما كتب بها من طلاسم فور دخولك للمنزل .. و لا تنسي أحرق بقاياها لتحترق روحها معها و تتخلص القرية من شرورها .. ذهب إلى منزله و دخل إلى المنزل واخذ يردد ذلك الطلسم الذي قد كتب في تلك الورقه التي أعطتها له العجوز .. و صعد إلى غرفته و جهز نفسه لبدأ الحفر و لكنه تذكر امر قصته و أوراقه الموجودة بمكتبه فنزل سريعا كي يرتبها ليأخذها معه عند رحيله و لكنه وجد ورقة فوقهم كتب فيها : "رائع .. طلسم حماية .. و لكنه لن يحميك أيضا في أحلامك " .. جهز أوراقه سريعا و أعد الكثير من القهوة .. من الآن لا يوجد نوم حتي تنتهي من تلك المهزله أتسمع لا نوم .. بدأ حفره في أركان الغرف كما أوصته السيدة العجوز .. ظل يحفر حفرا متواصلا حتي وجد جميع أجزائها وجد تلك العظام البالية التي قُتل بسببها الكثيرين .. جمع تلك الأجزاء و هبط بها إلى الغرفة التي تمت بها جريمة قتلها .. وأخذ يسكب ما أحضره من بنزين فوقها ليحرقها و ما أن أمسك قداحته و بدأ في تشغيلها حتى سمع صوتها : يبدو أن اللعبة أعجبتك .. اطفئ نارك حتي لا تؤذيك بني .. اعطني أجزائي و سأفي بوعدي و أتركك لتعيش .. أتريديني أن أصدق هذه الكذبة .. إن مصيري عندك هو الموت فأنا بالنسبة إليك لست أكثر من ضحية و أداة لتستوحشي بها و تزيدي قوة شرك و لكن لن أسمح بذلك أبدا .. و أشعل قداحته و رماها علي أجزائها و ما أن بدأت النار في الاشتعال حتي أطلقت صرخاتها لتملأ المكان من حولهم و كلما أشتدت النيران كلما زادت تلك الصرخات قوة .. ظلت صرخاتها مستمرة حتي تحولت بقاياها إلى رماد .. تنثره الرياح التي تدخل المنزل يمينا و يسارا .. أخذ الكاتب أشياءه و رحل عن ذلك المنزل رحل عنه دون نية للرجوع .. بعد أن هدأ الكاتب و أستقرت نفسيته مرة أخري و عادت حياته إلى منوالها الطبيعي .. قرر أن ينهي ما بدأه بقصته و لكن قبل إكمالها سيعدل تلك المقدمة التي كتبها سابقا .. < لم أكن أصدق بوجودها و كنت أدعي أنها خرافات و خيالات .. و لكن الآن أؤمن تماما بوجودها .. أقصد اؤمن بأن ألمهار كانت موجودة حقا ..> جاءه صوت من خلفه : نعم كنت موجودة و لا زِلت ....
google-playkhamsatmostaqltradent