recent
أخبار ساخنة

قبيل الأوان ـــ بقلم الشاعر رجب الجوابرة

الصفحة الرئيسية

قبيل الأوان ـــ بقلم الشاعر رجب الجوابرة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حملـنا الهمـــومَ ... بغيــر الأوانِ
لهـــــذا كبـــرنا ... قبـــيل الأوانِ
فلا الشيب يأتي لعمــرٍ طـــويلٍ
ولا الطفـل يحظى بطوق الأمان
فمنذ ولدنا ...... بعصـر الحـروب
شهــــدنا الخضـــوع بكل مـكانِ
شهدنا التخـــاذل في كل عصرٍ
ووضع المصالح .. تحـت الرهـانِ
رأينا التسلــط ... فـوق الرؤوس
وقهــر النفـوس . ولجم اللسانِ
رأينا الهزيمـــة ... كانت دمـــاراً
لشعـــــبٍ يُطــــوقُ بالسـرطانِ
ورحنا نعشعش تحــت الخــيام
قلــوبٌ تذوبُ .. لقـــهر الزمـــانِ
فلا الشمس ترحمُ جبهةَ طفلٍ
ولا البرد يعـرف شـكل المكــانِ
ولا الفقر يرحمُ نفس عـــــــزيزٍ
ولا الجـــوع ينصف جـوف جعانِ
شهــدنا ظــــروفاً تقصر عمــراً
لهـــــذا كبـــــرنا قبـــيل الأوانِ
*****
وتمشي السنون العجاف ببطءٍ
إلى أن رأينا .. بصيص الأماني
وعدنا نمجدُ ... عصر العــروبــ
ــــةِ .. عـاش فـلانٌ وابن فلانِ
رفعـنا البيـــارق في كل فــــجٍ
لننــــشد فيها بأحلى الأغاني
قريباً نعود .... لأرض الجــــدود
نشـــيد عماراً لأحلى المباني
حلمـــــنا ... بأنا نعــــود لأرضٍ
نؤسـسُ فيـــها جـــذور الكيانِ
ونصبح .. ضمن عداد الشعوب
لننشـــق منها عبــير التهاني
حلـمنا حلمنا .. حلمنا حلمـنا
ولكــن .!كبـــــرنا قبـيل الأوانِ
*****
هـــزيمة سبعٍ وستين ألقـت
ظـــــلالاً .. تبـخر منا الأماني
وعادت خيـــوطٌ .. تفجر يأسا
وتفشي الظلامَ بكل المعاني
فراقٌ يعــمُّ البيـــــوتَ جميـعاً
فلــم يبـقَ بيـتٌ وإلا يعـــاني
فراق حبيـبٍ ... عزيزٍ علــــيهِ
لهــذا الفـــراق يعـد الثــواني
لهــذا نقــــولُ بكـــل استـياءٍ
بأنا كبـــــرنا ... قبـــْيل الأوانِ
*****
ونرزح ... تحت احتلالٍ بغيضٍ
فلم يألُ جهــداً لفرض الهوانِ
فلم يبقَ شيءٌ لوجه البشاعةِ
إلا رمـاها .. بكــــل مكـــــانِ
فللأرض ينهبُ .. سراً وجهراً
وللــماء يرفض ... أيَّ بيــــانِ
وتلك انتفاضة شعـبٍ عـريقٍ
فــــصار يكــسِّر .. كــل بنـانِ
فيلحق طفـلاً طريَّ العــظامِ
ليــــأتي إليــنا بحال الهــوانِ
وطفل الحجارة يأبى خضوعاً
لمــــن يتـــرصـد مثل الجبانِ
ورأس الشهيد ليسمو ارتفاعاً
فعـــــند الإلـــهِ نزيل الجـنانِ
وتأتي الهمـــــومُ بغيـــر أوانٍ
لهـــــــذا كبــرنا قبـيل الأوانِ
*****
فلم يبـقَ بيـتٌ بدون اعتقالٍ
لإبنٍ يسيرُ بدرب التـــــفاني
وأما الجـريح .. فيرجو شـفاءً
إلى أن يعود . لوصل الطعانِ
وأما الأسير فيبقى رهيــــناً
ويقضي الشبابَ بذاك المكانِ
وهدم البيـوتِ كسفك الدماء
فنرجـــو الإلهَ يعـيـدُ الأمـاني
ونُسألُ يوماً لمــاذا قعــــدنا
لأنا كبـرنا قبــــــيل الأوانِ
ــــــــــــــــــ 1ــ 10ــ2005م
البحر المتقارب

google-playkhamsatmostaqltradent