=====بسمة الصباح====
----الفطرة والتحول-------
يقال بان المرء يدرك الخير منذ ولادته لانه اساس التكوين البشري كما يدرك اسس القيم الاخلاقية ولكن الشر ينبثق ويبدأ في الانطلاق الى الحياة منذ ان تكتمل ملفاته العقلية بكل ما يحيط به من افعال ومعطيات، سواء في المنزل او خارجه بفعل شيطان رجيم قابض على الصدر بايحاءات وذبذبات تغزو العقل والنفس فتجعله في حركة دائمة نحو الانزلاق.
واولى الدرجات لهذا الانحدا ر هي عبودية النفس التي تدفعه الى سلوكيات خاطئة تخرجه من دوائر الخير بكل معنى هذه الكلمة وطبعا المسؤول عن تلك الحالة عوامل عدة اهمها نشأة الفرد والاستعداد الشخصي كعامل داخلي.
أما الخارجي فيتجلى في المجتمع الذي يقوم بالدور الاكبر في تكوين شخصية الانسان فيما لو غابت الرقابة الداخلية عن حركة النمو التي تتصاعد بتصاعد العمر وبالافكار التي يحصل عليها من الاصدقاء والاعلام وغيرها من الوسائل، لان اللغة والمفهوم الشخصي الذي ينتج عن الادرك.
والذي يشكل في النهاية المفهوم الذاتي هو الذي يحركه في الدنيا ليكتب مصيره ومصير مجتمع باكمله - وبما ان الانسان يولد والخير معه، فوجب عليك ياابن ادم ان تعمل على املاء الملفات العقلية للطفل بكل القيم ولا تجعله ورقة في مهب الريح ليأخذ من سمومها ما يعكر فكره قبل ان يتكون لديه مفهوما واضحا، قائما على اسس سليمة من الفكر المرن المتوازن في صراعه مع عواصف وامواج الثقافات الاخرى، لكي يستطيع أن يقبل ما هو متوافق مع طبيعته وطبيعة مجتمعه وقيمه.
وأن يرفض ماهو مدمر خاصة واننا نعيش زمن الحضارة والتكنولوجيا بكل اشكالها وهذا يتطلب منك ايها الانسان قوة في نفسك وثقة في مفاهيمك لتغوص في بحر من الامواج العاتية وانت في مأمن من الغرق.
ولذلك نجد في قوانينا اسبابا مخففة ومبررة لارتكاب بعض الجرائم وان كانت العقوبة فيها ردة فعل وليست علاجا الا عند القصر وان وجدت فهي هشة في كل شيئ بالرغم من ان العقوبة في الدول المتقدمة هي عبارة عن فعل يطوي بجنباته العلاج والتجريم لانه يدرك بان اي جرم يقع هو وليد خطأ المجتمع والاسرة-----صباح الفطرة
-------------المحامية رسميه رفيق طه--------