شوق الضنى
()
رحل أكبادي فبت وحيدا أتجرع مرارة الكأداء و أرتشف كؤوس الأوجاع ممزوجة بحرقة الشوق و جوع مسمعي من صوتهم و فقر مقلتي من مرآهم،ما أنساني عنهم ناس يوما و لا ابتعدوا عن خيالي برهة، أشم ريحهم في كل نسمة مرت على خيشومي فدغدغته وحركت أحاسيسي الصامتة فأيقظتها حتى صار جسدي كدفين فوق الثرى أو كأن قلبي يشتعل بنار تلظى كنار الرمضاء في فصل قيظ.
سكنت سرداب الكآبة الموحش المظلم ظلمة الرمس فاستحال طعم العسل حنظلا و شربي ماء مكدر و أنا غير عالم بحالهم ان هم آكلون أو جائعون، شاربون أو ظامئون، عائشون أو ميتون، فرقتنا الحياة و القدر حتى اذا بهم شبابا و أنا على مشارف القبر أنتظرهم مستأنسا بزمن صباهم راتعون لاعبون فرحون راجيا زمن وصلهم قبل أن تقطفني أيادي الموت.
()
بقلم: بن عمارة مصطفى خالد
.