نامَ نورُ نجمتي الطيبة ...
فتوضأتُ بالصبر...
غطيتها بثوب الرمش...
وانتظرتُ صامتا...
لعلها حين تصحو..
تقصُ عليَّ منامًا أخر
غير منامِ الأمس...
ستقصُ المنامَ على المنام
فأنا جزءٌ منه
النسيج المفروش له على أرض خضراء
ترتوى بماء عذب فرات
, وسردابه العميق الحامل مفاتيح أسراره
ونعومته واعصارهُ وطائره الجريح
أول الليل وأخره
وأول الفجر الوليد
والدرويش الجديد
جزءٌ من الحلمِ كنتُ
لا الحقيقة
حين تظهرُ حقيقةَ الحلمِ
يتحولُ إلى حقيقةٍ مؤلمةٍ
تتبخر كدخان يحملها إلى السحاب
بوم متربص
لتبقى مجرد سراب
فلا تندهش
عنه أبحث ... دواء الوجع
في النهود التى أرضعتنا يوما سماحا
في ماء بحور داوى ملحها جراحا
وراء جبالٍ صنعت حدودا
في العيون الزائغة الباحثة فى الفراغ
عن ضحكة يتيمة
في القيود المفروضة على القلوب
في القلوب التى من فرط رقيها
لايزعجها أحد غيري
وأنا لا يزعجنى غير هذا الوجع
حتى بتُ أشعرُ أنني أنا
الوجع العظيم
ينفرط عقد الدمع
يصير نهرا يصب في قلبها
ليتنى كنت نهرا من ماء رقراق
يروى عطشها لها
يشعرها كل ليلة بإنوثتها
لعله يثمر حلما أخر
يكونُ امتدادا لحُلمٍ لم يأت بعد
وهذا العيد الذى أقبل
ضائعا على الشفاة الحيرى
بين يمين وشمال
وضائعين وسكرى
بين نظرة ونظرة
ما أكثر وجهات النظر
التى ذبحت العيد
على أطراف المدينة
ومازال الليل يشكو البشر
الضائع بين الحقيقة والخيال
و انا منهم
شاعر لا يستحق ان يعيش
عاشق يستحق ان يموت
درويش لا يعيره الناس اهتماما
عين زائغة في عيون الناس
حلما كان سيد الاحلام
زلت قدمه فضاع علي ارصفة الدموع
التي ابكته طويلا فاطفات نور الشموع
لا مكان لنا هنا
لا مضي الي هناك
لا رجوع
و كيف نعود و السر المقبور
لا يعلمه الا دمعة سقطت
في جبها
و لا سيارة في هذا الزمن
ستدلي بدلوها
لتنفذ الحلم الرشيد الرضيع
محمد نجيب الرمادي