أجمل إحساس
يبدو الصباح على غير عادته فهي لم تشعر بنوره الباسم مثلما كانت من قبل.. أطلّت من النافذة التي تفتح على الشارع.. سحب متراكمة أخفت خيوط الشمس فغاب الدفء والأنس...
أحسّت بالقلق يُطاردها مثلما تطارد عواصف الجنوب الرمليّة سحابة يتِيمة، قلق وخوف ينْتابُها... هل كانت مُحِقّة عندما تركته أم أنّها فقط محاولة هروب من برودة قاتلة لمشاعره أذابتْها مثل الشّمعة واحتلّت حيِّزا من حياتها لتغتالها الهزائم...
تيقّنت أنّ ابتعادها عنه هو الهزيمة، هو الموت بعينه، فلا يهزم إلا الحب، ولا يجعل الشمس مشرقة و الوردة حالمة و الجدول رقراقا و الوجه مبتسما و القلب ضحُوكا.. ولا السّواد بياضا ولا البياض سوادا.. ولا الأحزان أفراحا ولا الآلام بلْسما الّا الحبّ...
حرْفان.. هما القاعدة الأساسية التي بني عليهما أسس الأديان السّماويّة كلّها.. إنّه النور الرباني الذي لا يخْفُت شعاعه زرعه الله في عمق الإنسان فلا يغيب توهّجه إلا بالموت..
هو الحبّ عندما ننطق به ينقلب الخريف إلى ربيع وبدونه ستصير الحياة جافّة ومظلمة... سوف لن تهجره بل ستظل تحبّه حتى وإن كانت حالتها مثل حركة المدّ والجزر...
صالحة بورخيص