recent
أخبار ساخنة

الكاتب حمادة ميدو - يكتب- | قلب الوطن النازف

سلوي علي محمد
الصفحة الرئيسية

*قلب الوطن النازف*
*قصه قصيره*
بقلم حماده ميدو
كان الحاج حسن رجل ريفي. تزوج زواجا تقليديا ناجحا. فقد كانت زوجته نعم الزوجه المحبه لزوجها الوفيه له.وكان لها نعم الزوج ايضا. رزقا باثنين من البنين أحمد ومحمد.كانا مثار إعجاب من كل اهل القريه. وكان الجميع يحمل لهم كل ود وتقدير. كانت اسره مثاليه.تفوق أبناءها وكانوا في طليعه نظرائهم من الشباب. فأما محمد فتخرج من كليه الاقتصاد والعلوم السياسيه. وعمل في عمل مرموق لتفوقه. وكان يحب العمل بالسياسه وانخرط في احد الأحزاب الموجوده علي الساحه اما احمد فكان يحب اللغه العربيه وحصل علي ليسانس دار علوم وكان الأول علي دفعته وتعين معيدا بهاكان الاخوين متفقان في كل شيء الا شيء واحد فقط فمحمد يري ان الدين يجب ان يبتعد عن السياسه تماما فالسياسه لعبه قذره لا يجيدوها اهل الدين ام أحمد فيري الدين قاطره ومنهاج حياه تنبثق منه كل الأشياء. وتسير حيث يريد. كان كل منهما متعصب جدا لرايه ومنقادا له وكان الاب عندما يسمع نقاشهم الحاد يتعجب ويحاول بلا جدوي التقريب من وجهات النظر فقد نشأ الأب في مجتمع متحاب وسطي بعيد كل البعد عن التعصب الاعمي يسارا او يمينا. وكان ينصحهما مرارا وتكرارا.ويقول ان الوطن للجميع وبالجميع وان الكراهيه لا تصنع وطنا ابدا .فالبحب والتعاون تبني الأوطان. وكان الاب يري ان التعصب يخدم اعداء الوطن ويطعن الوطن بخنجر مسموم .كانت كلمات الاب تذهب ادراج الرياح.مضي كل منهما في طريقه غير ايه ولا مكترث بكلام الوالد. عندما التحق محمد بحزب اختاره حزب ذو توجه علماني لا يري الدين الا طقوس وصلاه . واجتهد حتي أصبح في طليعه الحزب في محافظته ومؤهل للوصول لمقاعد القياده.واختاره الحزب لخوض الانتخابات عن دائرته.ام أحمد فالتحق باحدي الجماعات الدينيه المعتدلة التي تمارس السياسه. ولأنه مجتهد ايضا ومخلص لفكرته فقد رشحته قيادات الجماعه للانتخابات ممثلا لها. اصبحت البلده الهادئه فوق فوهه بركان ثائر. وكل طرف كان يحشد أنصاره ويستعد لمعركه حياه او موت.لم يفكر أي منهما في الوطن الذي يحتاج الجميع.ويفرح بفرح أبناءه جميعا ويتألم لالمهم جميعا .انعكس الصراع علي الاخوين . وكان الأب حائر بينهما.اقترب موعد التصويت وبدأت بوادر فتنه بين الحزبين. تحرق الأخضر واليابس ودخلت حرب الانتخابات القذره.فأصبح كل طرف يخطط للآخر. كان احمد يملك شعبيه جماعته الطاغيه .وكان الأوفر حظا.شعر بعض أعضاء الحزب العلماني بقوه احمد. قرروا ان يوقفوه بأي شكل .لان فوزه معناه فوز الجماعه خصمهم اللدود. اتفقوا علي اغتيال أحمد.خططوا لاغتياله في صلاه الفجر.دون علم أخيه طبعا. اتفقوا مع بعض البلطجيه ان يغتالوه في جنح الظلام.انتظروه عند خروجه لصلاه الفجر وامطروه برصاصاتهم الغادره لكنهم لم يكن يتوقعوا ابدا انهم قتلوا الشيخ حسن والده الطيب المتسامح.فقد سبقه لصلاه الفجر فكانت الرصاصات من نصيبه.خرج احمد ومحمد ووالدتهم علي صوت الرصاص تفاجاءوا بالاب غارق في دماءه .لم تتحمل والدتهم رؤيه زوجها قتيل سقطت مغشيا عليها وفارقت الحياه فقد الاخوين الاب والام والحنان والدفء والاسره في لحظه واحده .كان التعصب الاعمي سبب مل المصائب اعتزل الاخوين السياسه وطلقاها طلاقا بائنا. وغرق الوطن في شلالات دماء ساخنه.
google-playkhamsatmostaqltradent