يا سيد الكونين يا أصل الضياء
يا نور الدجى وساكن العلياء
كفاك فخرا سيدي أنك علوت
من سماء فاجتزت كل سماء
نقيت من كل شائبة واصطفاك
الله بالهدى على سائرالعظماء
فما مثلك آدم وإن كان لك أب
فخر بك من كان قبلك من آباء
كم جاء يهدي الناس قبلك فما
وسعوا الناس مثلك رحمة بسخاء
قد وسعت الكون دونهم سيدي
حلما فكنت حبيبي سيد الرحماء
وتركت لنا الدين سمحا فجعلوه
سيفا على الرقاب بلا اكتفاء
وأعملوا القتل فينا ظلما وبغيا
وحكموا سيدي فينا بكل اشتهاء
فما كان حكمهم إلا دمارا ونارا
ونهرا ملأ من الأبرياء بالدماء
ليتك تبعث من جديد لترى حال
أمة هدموا معالمها بكل عداء
وما زالوا يهدمون فيها فلا ترى
عين من الإنس نامت دون بكاء
أي إسلام يدعون وأي لحى لهم
لكن الشيطان قد تحكم بالاهواء
سلبوا الأمانة من أهلها والأمن
وعاشت أمة الإسلام في بلاء
باتت عيون الأمهات تبكي دما
والموت رفيق فلذاتها والأدواء
والقبور باتت تشكوا كثرة الإيواء
ما لنا غيرك سيدي رحمة فهلا
دعوت الله لنا يا سيد الكرماء
لعله يوقظ ضمائر الإيمان فينا
ونعود للإسلام فنحييه بلا إبطاء
لله درأمة سيد الخلق نور الله
بناها بالإيمان والطهر والحياء
فباتت بعده ترفل في زينة الدنيا
وتحي رذائل الأخلاق والفحشاء
فيا إسلام محمد ثر بالقلوب وعد
فكل الأرض أرض الله لك والسماء
ومن غير أهل الله والتقى أهلها
ومن للبسيطة السمحاء والغراء
من مثل الحبيب ملاحة في خلقه
ومن من حسنه تغار كل أضواء
فماا زال شذا عطرك يملأ الورى
ويفوح عبيرا بذكرك بكل أجواء
سنظل على هداك نمضي فنحي
قلوبا تبدلت بالذنوب إلى ظلماء
كنت أحييت الموتى بنور هديك
وعلى خطاك يبعث ميت الأحياء
بك ختم الله الرسل الكرام كما
ختم الدين بدينك يا سيد البلغاء
فطوبى لمن له بالحشر شافعا
يوم الدين دونك منزل الشفعاء
من يقول رباه أمتي وهو ساجد
ولا غيرك نرى من الأمهات والآباء