بسم الله الرحمن الرحيم ..
إليكم الحلقة الثانية من حلقات النقد الأدبى ..
يقدمها لكم / سامى ناصف ..
....................................
إن عملية الإبداع الفنى ،تأتى فى المرحلة الاولى من حياة الإنسانية ..
ذلك أن الإنسان خُلق فنانا ، فمنذ وجوده الاول اتجه إلى مصادر الجمال يتخذ منها عونا لراحته ونشوة لوقته ، وهاديا للارتقاء بحياته المستقبلية ، فنشأت الفنون المختلفة فى المجتمعات البدائية ، وقامت بدورها خير قيام ، إذ سرعان مااستطاعت أن تحول الإنسان البدائى إلى إنسان راق متحضر ..
إذا لابد ان يكون الأديب من أعلى طبقات المجتمع ثقافة وخبرة ومعرفة وإلا ماكان أديبا مستحقا لهذا الاسم .ومعنى ذلك أن انتاج هذا الأدب سوف يكون فى مستوى فكرى ولغوى وعاطفى يناسب الأديب المنتج ويرتفع ..
لذا يقوم النقد الأدبى ، بإيضاح مااستغلق على القارئين والمهتمين بالمنتج الأدبى ، فمن الواجب العمل على ابلاغ المنتج الادبى لأكبر عدد ممكن من الناس ، نظرا لان الادب غذاءا للروح ..
فالمنتج الأدبى مرتبط ،، بالنقد الأدبى ،فالنقد الأدبى يحمل المنتج الأدبى إلى جموع أكبر وأعداد أكثر من الناس ماكانوا بمستطيعين تقبله وفهمه والتأثر به لولا ما قدمه (( النقد الأدبى ))من تفسير وتحليل وشرح وتوضيح .
ومن المعلوم ان الناقد الأدبى لا يقل عن الأديب ثقافة ومعرفة وخبرة كما انه يمتلك إلى جانب ذلك حاسة فنية ـ من نفس النوع الذى يمتلكه الأديب ، فإن الناقد يقوم بعملية سفر داخلى للنص ليقدمه للقارئين شرحا وتحليلا ..
هذه هي المهمة الأولى التى يقدمها الناقد ، وبعد ذلك يأتى عدد من المهام منها
1ـ المساعدة على الاختيار......... ، إن الناقد الأدبى يتناول الأعمال الأدبية تناول تقديم وتعريف فمن خلال ذلك يستطيع كل فرد تكوين فكرة مناسبة عن العمل الادبى والإقدام عليه ـ او الإحجام عنه ـ حسب ميوله وأهوائه ، فالنقد الأدبى يساعد المهتم بالعملية الادبية على الاختيار ....
2ـ المقارنــــــــــة والمــــــوازنــة ....
فإن عملية النقد الأدبى تقوم بفعل المقارنة والموازنة بين الأعمال الأدبية المختلفة لتظهر ماهى أوجه الاتفاق بين الأعمال المقارنة ، وأوجه الاختلاف بينها ودرجة الجودة هنا ومقدار الضعف هناك .. وهذا ما نقوم به نحن المهتمين بعملية النقد والتقييم فى المسابقات
لتسمح لنا هذه العملية بإعطاء كل ذى حق حقه من التقييم ، وهذه العملية تفيد المتلقين من عدة اتجاهات منها ..
أ ـ تمكين المتلقى من تحديد موقفه من العمل الأدبى الذى تلقاه .
ب ـ تمكين الأديب من تحديد موقفه من العمل الأدبى الذى انتجه فيحاول تطويره .
ج ـ تمكن من وضع أسس ثابتة لعمليتى التلقى والإنتاج .
د ـ تمكن من تقييم الحركة الأدبية بوجه عام .
ه ـتساعد على اكتشاف المذاهب والمدارس الفنية الجديدة .
و ـ تبولور الأصول الفنية وتجعلها فى متناول الراغبين من أدباء ومتلقين على حد سواء .
ع ـ تفتح المجال أمام محاولات التجديد أوتخطى حواجز الماضى والحاضر إلى اّفاق جديدة للمستقبل ..
س ـ تعمل على إظهار الأدب الحقيقى وكشف ,, اللاأدب ,,توطئة لطرده بعد الكشف عن زيفه ..
أردت بهذا أن أضع المهتمين بعملية الإبداع والمهتمين بعملية النقد . أمام حقيقة ، تجعلهم على قدر المسئولية ، من خلال معرفة الضوابط الحاكمة لكل عمل أدبى فى كل مجالاته .وتضع من يقتحمون مجالات النقد أمام أهمية دوره تجاه الأعمال الأدبية ..
وإلى حلقة قادمة ..
كتبها لكم م سامى ناصف