في عرس الربيع
بقلم: هبة سامي أبو صهيون
******************************************
رحل الشتاء تاركاً وليده
في رحمه نشأ و طال مكوثه
ابن العطاء هذا الربيع و روحه
الكون كله منتشياً لقدومه
أنظر إلى الشجر الغلائل تكسيه
في الغصون ماء الشبيبة تحييه
يانع الثمر فيه و حب حصيده
كم تبهج العين لمرأى نعيمه
ورد الجمال فمرحباً بوروده
بأنيق ملبسه و طيب نسيمه
أنظر له الشمس أشرق مبسمه
للزهر يشدو الطير عذب نشيده
الحسن فيه ينظم بيت قصيده
في الورد أرخى قوس قزح سدوله
على براعم اللوز ترك الثلج زهوره
من الشرنقة حان للفراش خروجه
و الماء يجري فرحاً في جدوله
فالكون حوله أطلق للفرح موكبه
لخطى الربيع بساط العيد نسجه
بالنرجس و الدحنون و الزنبق طرزه
بالفل و الياسمين و الريحان عطره
و الأرض أجمل ثوب لعرسها ارتدته
بخيوط الشمس الذهبية قصبته
بخضار ثياب أهل الجنة لونته
ثوبها كل الفصول شاركت بتزيينه
به أعلنت للربيع مراسم تتويجه
تاج الجمال هو بين الفصول و سيده
تجلت آيات الله فيه و قدرته
سبحانه البديع ما أروع عظمته