الغادةُ والمرآة
**********
جلسَتْ الى المِرآةِ تمسحُ عن مآقيها بقايا من سُباتْ
والدِّفءُ يسكُبُ خمرةً فوق الخدود المُزهِراتْ
ومَضتْ تُجدِّل في افتِتانٍ شعْرها الغجري
فترجرجت وترنّحت من سحرها ، يا ويحها، المرآةْ
وتنهّدتْ كالصّمت تلهثُ حلمها الورْدي
وتسلّقت كُحلَ الجفون وعلّقَت مِشكاةْ
وتدفّقت كالنّورس الغيْمانِ تسبحُ بين أنفاسٍ
يُعمِّدها ارتعاشُ الثّغر في خَدَرِ الشّفاهِ النّاهِداتْ
وتخاصمت فيها غيومُ الشّوقِ تهْمي
من بُخار العشق دفْقاتٍ على دفقاتْ
*****
قامت كما فينوسَ سابلةً رداءَ العُجْبِ فوق قَوامِها
غمزت لها وتغنّجت وتعطّرت في كبرياء الفاتناتْ
رسَمت عليها قُبلتينِ شقيّتين رقيقتينِ كَكَرْزتينْ
فتنهّدت ظمآنةً.. وا حُرقةَ المرآةْ
لم تدْرِ أنّ الآهَ من غنَجِ الصّبايا الْغِيدِ إكْسيرُ الحياةْ
( علقمة اليماني)