واحةُ الأشجانْ
°°°°°°°°°°
يا واحةَ الأشجانْ
إمّا تَريْن حبيبتي أسْرتْ
تُبرِّدُ باكرًا أطرافَها في نبعِكِ الرّيّانْ
لا تبْخلي عنها بماء الوَرْدْ
فلطالما دلّكتُها فَجرًا بعطر الياسمينْ
ودهنْتُ كاِحلها بزيْت الزّعفَرانْ
وبريشِ طاووسٍ رسمتُ لها نجومًا عاشقاتٍ
حوْلَها قمرُ الزّمانْ
وسراجُهُ من نورها الفتّانْ
ونقشتُ في أقدامها شعرًا شجِيّ اللّحنْ
ومِدادُهُ من دفْقةِ الشِّريانْ
0000
واذا تغنّج خَطْوُها كبِدَ الضّحى
فلديْكِ خلْفَ الرّبوتين عريشتانْ
مُدْهامّتانْ
تسمو على الأغصانِ تيهًا نخلتانْ
تتعانقانِ وتلثمان أحداقَ الزّمانْ
فلتحْمليها في كفوفِ الرّفقِ مثل فراشةٍ
ولْتُسنِديها جذعَ إحدى النخلتيْنِ وحرّكيهْ
يُسقِطْ عليها الرّطْبَ وضّاءًا كحبّاتِ الجُمان
فلطالما أطعمْتُها شهْدًا مُصفّى
ولها رمشي سريرٌ من حريرٍ الشّوقْ
وهي تهوى الحضنَ في ذاك المكانْ
0000
وإذا تورّدَ جفنُ شمسِكِ في ذُؤاباتِ السّماءْ
فلتصْبغي خصلاتِها بالعشقِ والحِنّاءْ
ولْتُلبسيها شهقةَ الليل المُعتّقِ طيْلسانْ
0000
لكنْ رجائي واحةَ الأشجانْ
لا تخبريها أنني أفشيتُ أسرارًا لها
أو أنني أُمضي الليالي ساهرًا
في حافة الوادي أناجيها
وأُلْبِسُ طيفَها بُرْدَ الهوى
من فوقِ غُصن الزّانْ
( علقمة اليماني )