ليلة الإسراء
بقلم: هبة سامي أبو صهيون
******************************************
في ظلال آيات سورة الإسراء
حلقت بابتهالاتي إلى السماء
رجوت الله لنا من مجدها إحياء
أيا ليلة من حسنها القمر يستضاء
جل مقامها بنصرة سيد الأنبياء
قصي علينا ما طاب فيك من أنباء
كيف كنت في تاريخنا استثناء
لولا قدرة القدير لكنت رحلة عسراء
لكنها بفضله كانت على البراق يسراء
فيك رفع الله عن نبيه الإيذاء
جبر الخواطر و أعز أصدق الأمناء
يا نفحات الرحمة لأمتنا جمعاء
أسمعينا من مسراك تراتيل السماء
مالي أرى الحزن يغشاك و الاستياء
و لما حملت من هموم أضحيت حدباء
في عينيك لم ألمح نظرات الشقاء
ألما سمعت في مسراك من شكاء
أم لما رأيت فيه من سفك الدماء
أستميحك عذرا لقعودنا عن النداء
فلكثرة ما أصابنا صرنا بلداء
و نار العجز فينا أذاقتنا الكواء
لكنها لجراحنا ما نفعت من دواء
الجراح في الكرامة عميقة عوصاء
لا التجاهل يشفيها ولا الاختباء
قصينا عن أقصانا و صرنا بعداء
وفي ذكراك اليوم نشدوك إطراء
أعلم أنك لنا لن تنطقي إلا هجاء
و حروفي حائرة بين مديح و رثاء
أطريك لما حباك الله من اصطفاء
أم أرثيك لما نال مسراك من اعتداء
أيا قبة دنسها بمكرهم الخبثاء
أنجاس بني إسرائيل الحقراء
بصمتنا نحن معهم بالجريمة شركاء
كفكفي الدمع يا حبيبة يكفيك بكاء
ففي القدس رجال شرفاء أشداء
حملوا النعش على أكتافهم كالعظماء
دمائهم و أموالهم للقدس فداء
هم عن عزرائيل لغرمائهم وكلاء
بهم ستنال عزاً أرض الشهداء
ستعرج قدسنا بهم يوماً للصعداء
وعد الله سيصدق رغماً عن الأعداء