ابتعدوا رجاء..... نظرات الخبث في عيونكم أراها بجلاء..... جميلة أنا.... شهية.... ممشوقة القوام..... حركت خطواتي شهواتكم..... تدعون أنكم تفهموني .... تعرفوني..... تشعرون بأفراحي و أحزاني..... تحاولون دوما مني الإقتراب...... تتخيلون أن عبير عطري الذي يصل إليكم من بعيد يدعوكم لتتعطروا بي...... أتعلمون ؟! ..... أظن أنكم مجرد غثاء...... تثيرون شفقتي بجلاء...... لم تتحركوا نحوي بالإقتراب إلا بعد أن حركت الأنثى لديكم الشهوات...... دعوني أوضح لكم من أنا و من أكون ؟! ...... لعلكم من أنفسكم تخجلون........ فهذا اللون الخمري الذي فيه تمدحون.... هو لون وردة من الأحزان تلونت و لونت مسامات جلدي بالأحزان...... فأنا أنثى قد خلقت من دمعة حزن جافة...... و إرتوت بكاءا من الوحدة ..... و بنت قصورا من رمال...... و في لحظة هدمتها موجة بحر مجنونة...... فبنيت قصورا و قصورا...... و لكنها الآن لا أثر لها على الرمال....... عندما كنت في مرحلة الشباب..... كنت أحلم بذلك الفارس الشاب...... و ذلك الفرس الأبيض...... و مدن مكانها النجوم و الأقمار...... لم لدى حلم بقبلة و لا أحضان...... بل كان حلمي فقط أن أرحل مع فارسي الشاب........ كم كنت غبية في ذلك الحين..... لا لا.... بل كنت نقية وردية الأحلام....... بعد حين..... تناقصت الأحلام رويدا رويدا........ و زارتي أقداري...... لتقنعني بقبول من يأتيني....... لعلي أجد لديها مدن أحلامي المفقودة....... و قبلت و إرتضيت...... و ذات صمت مقيت...... و تحمل لم يرد المزيد....... جلدتني أقداري بسوط من لهيب...... كانت تريد أن تسمع صرخاتي تملوء الكون....... لم أتأوه...... و سجنت الأنين بصدري و مضيت........ و تحول الربيع بقلبي لخريف أصفر الأوراق....... و أصبح العبير داخلي كأن ما كان....... و لكني تعطرت........ و كتمت أحزاني بقلبي....... و أخفيت الدموع عن هدبي...... و أقسمت على عيوني أن ترسم الفرحة المزيفة....... لا أريد منة و لا شفقة شعور........ فأنا أنثى تتحدى الأحزان...... فارسة تخلت عن الغباء...... فيلسوفة تفلسف نظراتكم...... همساتكم..... شهواتكم التي تسكن عيونكم...... حروفكم...... إشاراتكم........ حولت لوني و رائحتي....... كى لا أثير شهواتكم......... ابتعدوا و اتركوني و أحزاني شريدة....... رجاء رجاء
محمد الزهري