المؤمن
لم يرد اسم الله المؤمن في القرآن الكريم إلا في موضع واحد هو قوله تعالى :
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ( 23 ) الحشر
المؤمن في اللغة اسم فاعل ، و فعله أمن يأمن أمنا ، و الامن ما يقابل الخوف ، و الإيمان هو تصديق الخبر تصديق جازما .
و المؤمن سبحانه و تعالي هو الذي أمن الناس من الظلم ، فلا يظلم أحدا من خلقه ، و أمن من آمن به من عذابه ، يجير المظلوم من الظالم ، فيؤمنه من الظلم و ينصره ، و يصدق المؤمنين اذا وحدوه ، لأنه الواحد الذي وحد نفسه ، و يصدق مع عباده في وعده ، فهو يدافع عن الذين أمنوا كما وعد ، و يصدق ظنون عباده الموحدين فيه ، و لا يخيب آمالهم و رجاءهم، و يصدق رسله بالمعجزات ،
و كلامه و أخباره صدق لا يتخلف ، و أمن الناس من الكون و حوادثه بثبات خصائص المواد ، فالإنسان يطمئن للحديد مثلا ، و أمنهم بجعل الأرض لا تميد مع سرعة دورانها، و أمنهم بأن جعل لكل داء دواء ، و لكل خطر مضادا ، ف الماء يطفيء النار مثلا .
و تخلق العبد بموجب هذا الاسم أن يؤمن بوجود الله تعالي ، و أن يعيش في معية سبحانه ، ليحصل الأمن و يستخدم نعمه في طاعته ، و يحرص علي طاعته ليحصل الأمن في الآخرة ، و تكون أفعاله موافقة لأقواله ، و ظاهره ك باطنه ، و يأمن الناس شروره ، و يوقن بأن المؤمن سبحانه لا يظلم أحدا من خلقه ،
و يلجأ الي الله ليجيره من ظلم الظالمين ، و يثق بأن وعد الله لعباده المؤمنين كائن لا محالة ، و لا يركن للدنيا و لا للظالمين ، و لا يأمن فيها ، لئلا يخاف في يوم الفزع الأكبر ، و يكثر من ذكر الله فبه تطمئن القلوب ، و يطمئن الي انه سيأخذ رزقه غير منقوص .
اللهم يا ربنا المؤمن ، نسألك صدق العبودية لك و حسن التخلق بمعاني اسمك المؤمن
عزة عبدالنعيم