التواب
ورد إسم الله التواب في القرآن الكريم في مثل قوله تعالى :
إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (160) البقرة
التواب في اللغة مشتق من تاب يتوب توبة ، و هي صيغة مبالغة من إسم الفاعل تائب ، الذي يطلق علي باذل التوبة ، و علي قابلها .
و التواب سبحانه وتعالى هو الكثير العفو عن ذنوب عباده ، مهما كانت ذنوبهم عظيمة و كثيرة ، يثيبهم علي التوبة ، فيبدل سيئاتهم حسنات ، و يحب توبة عباده و يريدها ، و يفرح بتوبتهم مه إستغنائه عنهم و إفتقارهم إليه، و يذيقهم لذة القرب منه بعد التوبة ، و قد يعالج عبده بالإبتلاء ، ليطهره من ذنوبه ، فإما أن يأتيه مختارا ، أو يأتي به قسرا ، و قد يغدق عليه أنواع الإحسان ليحرك فيه الحياء منه ليتوب إليه، و يقبل عذر التائب مهما قل ، و يدلل علي التوبة ، و يعرضها عادي العاصين ليلا و نهارا .
و تخلق العبد بموجب هذا الإسم يتم بأن يسارع بالتوبة دون تأخير ، فيقلع عن الذنب ، و يندم علي معصيته ، و يعزم عزما أكيدا علي ألا يعود الي مخالفة الله تعالي ، و يعيد للناس حقوقهم الذي إعتدي عليها ، و يخالف وسواس الشيطان ، و شهوة النفس ، و يتذلل لله كلما ذكر ذنبه، و ينطق لسان حاله بالضعف و المسكنة و الإفتقار الي الله تعالي ، و يوقن بقبول الله تعالي لتوبته النصوح ، و يستشعر مراقبة الله تعالي له ، و يحسن الظن به ، و يرجو عفوه ، و يقر له بأن معصيته من ضعفه ، لا عن عناد و إستكبار ، و ينسب الفضل في التوبة إليه لا الي نفسه ، و يعجل بالتوبة قبل الموت ، و لا يسوفها ... بمعني سوف اتوب قريبا ... و يكرر التوبة كلما تكرر منه الذنب ، و لا يستسلم للشيطان ، و يكثر من الإستغفار دائما ، و يتخير له أوقاته ، كالسحر ، و يصلي ركعتين ، و يبادر بالصدقة بعد كل ذنب .
اللهم يا ربنا التواب ... نسألك صدق العبودية لك و حسن التخلق بمعاني إسمك التواب
عزة عبدالنعيم