# العقيدة_الإسلامية ...
( الحلقة الثانية عشر )
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاة ٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَد ُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَة ٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّة ٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْه ُ نَارٌ نُور ٌ عَلَى نُور ٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ ...
- تساءلنا في نهاية حلقتنا السابقة لماذا كان التقليد حجاب العقل ؟!
هيّا بنا نُجيب على هذا التساؤل الهام :-
فالتقليد هو المانع للعقل من الانطلاق، والمعوق له عن التفكير، ومن ثم فإن الله تعالى يُثني على الذين يخلُصُون للحقائق، ويميزون بين الأشياء، بعد بحثٍ وتمحيص فيأخذون ما هو أحسن، ويدعون غيره :
(فَبَشِّرْ عِبَادِ* الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ)[يس: ٤٦] .
ويُندد سبحانه في ذات الوقت بالمقلدين الذين لا يفكرون إلا بعقول غيرهم ويحمدُون على القديم المألوف، ولو كان الجديد أهدى وأجدى لهم ...
( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ )[البقرة:١٧٠] .
وميادين التفكير في ذلك كثيرة فالإسلام حين دعا إلى التفكير، ورحب به، إنما أراد أن يكون ذلك في دائرة نطاق العقل وحدود مداركه ...
◽ميادين التفكير :-
دعانا الله إلى النظر فيما خلق من كل شيء
▫في السموات والأرض .
▫في الإنسان نفسه .
▫في الجماعات البشرية ممن سبقونا .
ولم يحظر ُ عليه إلا التفكير في ذات الله؛ لأن ذات الله سبحانه وتعالى فوق الإدراك ... وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو نعيم في الحلية مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم بسند صحيح :
« تفكروا في خلق الله ولا تُفكروا في الله فإنكم لن تقدروا قدره » . . .
والقرآن الكريم مليء بمئات الآيات الداعية إلى النظر في مجالات الكون الفسيحة وآفاقه الرحبة التي لا حد يحدها ولا تقف عند نهاية ...
(كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة)[البقرة٢١٩:٢٢٠] .
وما أوسع الدنيا التي دعا الإسلام إلى التفكير فيها، وسعتها ليست بشيء في جانب سعة الآخرة .
❇ وإلى هُنا أُخوة الإيمان تتوقف بنا حلقة اليوم لنستأنف حلقتنا القادمة بإذن الله ونتساءل مجدداً ما هي الغاية من التفكير ............. ؟!
أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .