رَسَمْتُ خَطًا فَاصِلًا بَيْنَ بُسْتَانٍ وَصَحْرَاء
وَرُحْتُ أُجَمِّلُ لَوْحَتِي بِألْوَانِ الحَيَاةِ...
مَكَثْتُ عُمْرًا عَلَى إِكْمَالِ اللَّوْحَةِ وَكُلِّي أَمَلٌ
أَنْ أَرَاهَا أمَامَ عَيْنِي رَأْى العَينِ زَاهيةَ الألْوَان
كُنْتُ فِي جَانِبِ الصَّحْرَاءِ حِيْنَ أَرَدتُ العُبْورَ لجانب البُسْتَان
لكنِّي عَجَزْتُ
فَالبْابُ الَّذِي رَسَمْتُهُ فَوْقَ الخَطِّ الفَاصِلِ كَانَ مُوْصَدًا
دُونَ وَعْيٍ مِنِّي أوْ رَغْبةٍ
نَظَرْتُ مِنْ ثُقْبِ البَابِ أَرْقُبُ الزُّهُورَ وَالخَضَارَ
وَاَسْتَرِقُ السَّمْعَ لِشَدْوِ الطُّيور
مَا أجْمَل شَدو الطَّيور
مَا أَرْوع ألْوَان الزَّهْر
إنَّهُ خُلقَ الله
بَكَيْتُ كَثِيرًا وَعَانَيتُ كَثِيرًا
لَمْ أَفِقْ مِنَ الحُزْنِ المَالِكِ القَلْبَ
إلّا حِيْنَ رَأَيْتُ أن الدَّمْعَ قَدْ خَضَّرَ الصَّحَرَاءَ
وَنَمَا فَوْقَ الخَطِّ الفَاصِلِ
حَتَّى أصْبحَ الأفقُ كُلهُ بُسْتَانا
لِكنَّ العُمْرُ كَانَ قَدْ مَرَّ
وَالْأمَلُ الَّذِي أَمْلُكُهُ كَالقَلْبِ
هَرِمَ
وَفَقَدَ الشَّهْوَةَ لِلحَيَاةِ.