بعيد أنت كأرواح الملائكة .. وقريب أيضا كالضباب
تخنقني العبرات بصدري متشابكة .. فأنادي لا تجيب وكأنك السراب
أخط بالماء اسما لديك .. فتذروه ريح الهباب
أنلتقي رغم ألف ألف مسافة .. ما بين وديان .. جبال وهضاب
تقول لي يا قمر السماء .. فهل رأيت قمرا تلطخ بالخضاب
هل رأيت عذابي ما بين الضلوع .. وقد أكلت ضلوعي آهات العذاب
وحرارة الحمى تؤنس وحدتي .. مثل نار في ظلمة الغاب
هل قدري هكذا خط لي .. فأترك نوما وكذا طعاما وشراب
هل جنيت على الأيام تقتلني .. فاجتمعت لقتلي آلاف الحراب
متى تأتي ربما لتسعفني .. فاجعل خطاك تهم باقتراب
ألا تدري أني تنفست دمائي .. فأضم عليك وأقول إن النفس في طياب
يا هاجرا من غير قصد .. متى لقانا فقد هدني الاغتراب
عش بخير وإن كان بعدا .. فيكون خيري لخيرك قد أجاب
فرح دهيلي