الشهيد
ورد إسم الله الشهيد في القرآن الكريم في مثل قوله تعالى :
قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (47) سبأ
الشهيد لغة علي وزن فعيل ، مبالغة من إسم الفاعل الشاهد ، فعله شهد يشهد شهودا و شهادة ، و الشهود هو الحضور مع الرؤية و المشاهدة ، و الشهادة الإخبار بما شاهده ، و تأتي بمعني الحكم .
و الشهيد سبحانه وتعالى هو الحاضر بعلمه مع كل عبد من عباده ، يسمع و يري ما يقولون ، و لا يغيب عنه مثقال ذرة ، يري سرائرهم و يعلم نياتهم ، و لا تخفي عليه من ذات الصدور خافية ، مطلع على العباد في خلواتهم ، رقيب عليهم أينما كانوا ، و حيثما كانوا ، و هو أقرب إليهم من حبل الوريد ، يراهم و لا أحد يراه ، فالقلوب تعرفه ، و العقول لا تكيفه ، أحاط بكل شيء ، و وسع كل شيء علما ، شهد لنفسه انه لا إله إلا هو ، و أنه قائم بالقسط في معاملة عباده ، كما أنه يشهد بصدق المؤمنين إذا وحدوه ، و يشهد لرسله بالصدق بالمعجزات التي يؤيدهم بها ، و هو الذي يحكم بين عباده في الدنيا بشريعته المنزلة في كتابه ، و يحكم بارتفاع الحق ، و زهوق الباطل ، كما أنه يفصل بين العباد يوم القيامة ، فينصف المظلوم من ظالمه ، و يحكم بفلاح المؤمنين ، و عذاب الكافرين ، و يستشهد بأنبيائه علي من بعثوا إليهم .
و تخلق العبد بموجب هذا الإسم يقتضي أن يوقن أن الله تعالي علي أفعاله شهيد ، فلا يعصيه و هو يعلم أنه مطلع عليه ، و لا يعتز بغير الله تعالي ، و لا يتوكل إلا عليه ، و يشعر بالقوة ، لأن الله تعالي معه ، و لا يخاف معه أحدا طالما أنه ناصره ، و ليحذر من ظلم العباد ، و ليشهد بالحق ، و لو غضب منه الخلق ، و يشهد بالحق علي أهله ، و ذويه ، و لا تمنعه منه القرابة و الرحم ، و يشهد علي عدوه بالحق ، و لا يمنعه من ذلك عداوته له ، و يشهد شهادة التوحيد .
اللهم يا ربنا الشهيد ... نسألك صدق العبودية لك و حسن التخلق بمعاني إسمك الشهيد
عزة عبدالنعيم