recent
أخبار ساخنة

كان زمان بقلم الكاتبة ريمة معلا

ريم مصطفى
الصفحة الرئيسية
كان زمان
.
كان ياما كان في سالف العصر والأوان.. حجرة صغيرة تدفئ في ليل الشتاء أحلام الصغار.. وآمال الكبار.. تحتضنهم بحنان تغفو معه على صدرها طمأنينتهم.
.
كان النور يتهادى كمتسلل قطف ألق الشمس.. ليهديه للأرجاء دون أن يشعر به الظلام المتأهب للرحيل.
.
وكان جمهور أوراق الشجر يصفق مسرورا بمتابعة رقصة العصافير الصباحية على مسرح أفنانه.. وقد ذرفت عيون الورد قطر تعطر بأنفاس الشذى وزفرات الأريج.
.
طرقات آمنة.. ونسمات طيبة خالية من التلوث.. ونبات نما على مهل دون تسريع كيماوي ولا أحجام غير طبيعية تخرجه من تاريخ سلالته.. وأما النكهة فكانت.. وكانت .. وحدث بلا حرج...
.
موقد كان يجمعهم حوله يستمعون لأجمل الحكايات التي مزجت أحداثها بمذهل الخيال.. كان كل ما يخيف الصغار وقتها هو صوت الرعد.. لم يكن الحال في ذلك الزمان بحاجة لإرهاف السمع بقصد التمييز.. إن كان الهدير هدير رعد أم هدير وحوش الجو التي تحمل معها شبح الموت..!
.
فما الذي غيرك أيها الزمان.. أهي سرعة دوران عجلاتك باعدتنا عن السعادة والأمان.. أم هي أطماع وشرور سيطرت على النفوس المريضة من بني الإنسان.. ؟!
.
ويحك.. عد إلينا يا زمان الأمان...!
.
بقلم:
ريمة معلا
همس الظلال
.
google-playkhamsatmostaqltradent