
الديان
لم يرد إسم الله الديان في القرآن الكريم ، و لكن ورد في السنة الصحيحة ، فقد أخرج البخاري عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول : يحشر الله العباد فيناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب : انا الملك .. انا الديان .
الديان صيغة مبالغة علي وزن فعال ، فعله دان يدين دينا ، و الدين الجزاء ، و الحساب، و الإخضاع ، و الديان يطلق علي الملك المطاع ، و الحاكم ، و القاضي ، و القاهر لغيره .
و الديان سبحانه وتعالى هو الذي خضعت له الخليقة ، و عنت له الوجوه ، و ذلك لعظمته الجبابرة ، و خضع لعزته كل عزيز ، الذي يرضي علي من يستحق الرضا ، و يثيبه ، و يكرمه ، و يدنيه ، و الذي يغضب علي من يستحق الغضب ، و يعاقبه ، و يهينه ، يفصل بين العباد يوم الدين ، و قد كتب أعمالهم ، فهي حاضرة ، و لا يغادر صغيرة ، و لا كبيرة إلا أظهرها لهم في الآخرة ، و لا يضيع عملا ، ف يحاسب العباد بأعمالهم، أن خيرا ف خيرا ، و أن شرا ف شرا ، يجازي السيئة بمثلها ، و يضاعف الحسنات، و يجزي من تعرف إليه في الرخاء بتعرفه إليه في الشدة ، و يجزي من ترك شيئا لأجله بخير مما تركه ، و قد يؤدب عبده بالإبتلاء ، ليثوب إليه كالأب المربي ، و الذي لا يأخذ أحدا بجريرة أحد، بل يحاسب كل أمري علي فعله .
و تخلق العبد بموجب هذا الإسم أن يحاسب نفسه علي كسبه إستعدادا للقاء ربه ، و ألا يغتر بأنعم الله عليه ، فربما كانت فتنة له ، و يحاسب النفس ، بأن يصحح قصده ، ليكون عمله خالصا لله تعالي ، لا لهوي أو دنيا ، و يعتقد أن الديان لا يظلم أحدا ، و يعامل الناس بما يحب أن يعاملوه به ، و يعلم أن الذنب مسجل ، لا يغادر الله منه صغيرة ، و لا كبيرة ، و يعلم أن الله مطلع علي أسرار قلبه ، ف يخلص له ، و يطيعه في السر كما في العلن .
اللهم يا ربنا الديان ... نسألك صدق العبودية لك و حسن التخلق بمعاني إسمك الديان
عزة عبدالنعيم