رحـــيـــل و انـتـظـــار ......... بقلم / محمد طه عبد الفتاح
رَحَلَتْ وَ لَمْ تَنْعَمْ عَـــــــيْنِي مِنْهَا بِاكْتِحَــــالْ
و اسْتلَتْ سُــيُوفَ هَجْرٍ و رَمَـــــتْنِي بالمُحَالْ
و اسْتَقْبَلَ القَــلْبُ قَـــرَارًا و تَحَكُّمٍ فِيهِ اعْتِقَالْ
عَلَى شَاطِئ الهَــــوَى رَمَـــانِي طَيْفُكُم بِالنِّبَالْ
خَـــرَّ القَلْبُ صَـــرِيعًا و زَادَ بِأَعْمَاقِيَ اشْتِعَالْ
هـَــــبَّ في اللَّيلِ طَيفٌ وحَنِينٌ لِوَصْلِ الحِبَالْ
وعـَادَ يَزُورُ أَفْنِيَتِي و يَسْـــرِقُ مشنِّي الخَيَالْ
فَعَذْبَ أُمْنِيَتِي حُبُّهَا و قَـــلْبُهَا صَعْـب المَـنـَــالْ
عُمْرِي تَمَهَّلِي بِرَحِيلٍ فَقَتلُ قَلْبِي يَعْنِي ارْتِحَالْ
من غَيْمٍ تَهَادَى نَحْــــوَنَا حَاسِدٌ يَنْشُرُ الضَّلاَلْ
يَسْعَى يُـفَـرِّقُ شَملَنَا ، يَأْبَى أَنْ نَنْعَمَ بالوِصَالْ
فَلاَ تَسْمَعْ للوُشَاةِ و اسْكُنْ بِقَلْبِي نِعْـمَ الظِّلاَلْ
سَأُسْكِنُ قَلْبَكِ عَذْبَ اللَّيَالِي و سِـحْــرُ الجَمَالْ
و أَنظِمُ حُرُوفِي قلعَةً و نَجْمًا عَالِيًا لاَ يُـطَــالْ
و أَنْسِجُ ثَوْبًا لِغَدِنَا شَمْسًا عَالِيَةً تَأْبَى الزَّوَالْ
و أَبْنِي من عَبِيْرِكِ رَوْضًا و نَهْرًا عَذْبًا زُلاَلْ
سَأَقْطَعُ الفَيَافِي و أَعْبُرُ البِــحـَـارَ و الأَدْغَالْ
شَوْقًا إِلَيكِ و أَسْأَلُ عن دَرْبَكِ لاَ أَمَلُ السُؤَالْ
لاَ تَقُولِي لَنْ تَعُودِي فَنَبْضِي يُكَذِبُ كُلَّ احْتِمَالْ
غَيرَ دِفْءٍ بِقَلبَكِ و عَوْدٌ لأَسْرِي بِكُلِ اخْتِيَالْ
فَأَنْتِ الفُؤَادُ و نَبْضُ حَيَاتِي و دَمٌ مِنِّي يُسَالْ
و وَصْلٌ لِعُمْرِي وَ قِصَة عِشْقٍ تَبْغِي اكْتِمَالْ
و منْبَعٌ لنهر ، أَوْرَقَ بِعُمْرِي عَذْبَ الخِصَالْ
فَعُدْ لِقَصْرِي ، تَعَالِ نِسْكُنُ سَوِيًا شُمَّ الجِبَالْ
محمد طه عبد الفتاح