ها هو البحر الذي ما انفك يهدر .. قد رأيناه سويا يملأ الليل قمر .. والعيون الموغلات في السفر .. دونما خطو تنوء تحت اقدام البشر .. إرحلي .. عبر اشتياقي .. بالأنين .. بالدموع وبالسهر .. إرحلي مهما ارتحلتِ .. ساعدي والامنياتِ .. يخفقان بالمطر .. إرحلي .. رغم الجفاء .. والشقاق .. والنفاق .. وارتضي حكم القدر .. ها هو البحر الذي ما انفك يهدر .. قد رأيناه سويا .. غير الجلد وباعا .. واكتسى العمر بنبضي .. وارتوى الحُلم امتناعا .. ها هو البحر الذي ما انفك يهدر .. قد شهدناه سويا .. غير الأفق .. وغطى الأرض فقراً وضياعا .. كان موجاً بعد موج .. ومضى والنبض يغلي .. وشقوق القاع تسري .. في نضوب وعياء .. وخلايا البحر .. تهدر .. تأكل العمر هباء .. لم يعد للبحر نبض يعترينا .. أو حياء .. إنه عصر الجَفاء .. ها هو البحر الذي يرمي للفناء .. والخفاء .. ها هو البحر الذي كان شهي الاشتياق .. ينبذ المحار ترمي طرحها .. تحت آهات الشقاق .. يصبح الآن .. ملاذا للعبوسِ .. واللصوصِ .. والنفاق .. أصبح البحر رمادا .. وجرادا...