*اغتيال في ذيل المجرة*
في تلك البقعة الصغيرة المنسية في إحدى القرى يعيش خالد ،حياة رتيبة مملة منعزلة تماما عن العالم إلا من نافذة صغيرة عبر هاتفه يشاهد منها قلب المجرة كما يقول دائما نحن نعيش في ذيل المجرة نقتات عوادمها أما هم في قلب المجرة يتنعمون بخيراتها، يسأل أصحابة كثيرا لماذا لم نحاول اللحاق بهم؟هل أدمنا حياة البؤس والعوادم؟ أم قتلنا اليأس؟ فيقهقه رفاقه كل مرة ربما لانه لا يمل من طرح نفس السؤال في مناسبات مختلفة وكأنه ممزوج بذرات الهواء الذي يتنفسه،انتفضت الجماهير العربية وبدا ربيع يهل علي المنطقة، ابتسم لرفاقه منتشيا وقال ها قد ركبنا قطار المجرة،ولن نتوقف إلا في قلبها،لم يقهقه رفاقه تلك المرة، كانوا يقاسمونه نفس الأمل ونفس الشعور بالزهو،خرجوا إلي الشوارع ينظفونها في همة وحماس وسعادة،اكتست الشوارع بالمحبة وعانقت الأمل ،أثمرت حقول الياسمين بعد اختفاء العوادم، وعانق المسلم المسيحى عناقا حقيقيا مختلفا تلك المرة في طعمه ونكهته ، لأنه عناق القلوب لا تشوبه مصلحة أو مظاهر، كان الجميع سعيدا إلا جاره العجوز الذي كان كلما سمعه يتحدث
عن العهد الجديد يقهقه بصوت عال ،ينظر اليه خالد شذرا ويزداد حنقا، قال له رفاقه دعك منه إنه رجل غادر قطار الزمن ولا يفهم كينونه اللحظه، مرت الأيام بطيئه متثاقله ولا جديد، عادت أسراب الذباب إلى الشوارع، وحاصرت أكوام القمامة العواصم، أضرب الناس عن العمل ، وانتشرت الذئاب تهاجم كنيسة هنا أو جامع هناك، زادت عوادم المجرة،ارتفعت قهقهة العجوز،شعر خالد أن العجوز لم يكن أبله،مال عليه وسأله
عندما كان الكل سعيدا كنت الوحيد الذي يسخر فماذا كنت تعرف؟ قال يا بني فرحتم بالربيع ونسيتم الخريف، هل تعتقد أن من هناك سيسمحون لنا بالإنتقال إلى عالمهم؟ فمن سيخلصهم من عوادم المجرة؟إنها لعبة الأمم إنها لعبة الأمم أخذ يكررها ويبتعد بينما خالد يرمقه بتعجب وذهول فجأة سمع دوي إنفجارا شديدا،تطايرت علي إثره أشلاء العجوز،وسقط خالد مغشيا عليه وعندما أفاق كان يهزى المجرة، العجوز، الكابوس ،لعبة الأمم.
قصة قصيرة بقلم /ناصر توفيق
في تلك البقعة الصغيرة المنسية في إحدى القرى يعيش خالد ،حياة رتيبة مملة منعزلة تماما عن العالم إلا من نافذة صغيرة عبر هاتفه يشاهد منها قلب المجرة كما يقول دائما نحن نعيش في ذيل المجرة نقتات عوادمها أما هم في قلب المجرة يتنعمون بخيراتها، يسأل أصحابة كثيرا لماذا لم نحاول اللحاق بهم؟هل أدمنا حياة البؤس والعوادم؟ أم قتلنا اليأس؟ فيقهقه رفاقه كل مرة ربما لانه لا يمل من طرح نفس السؤال في مناسبات مختلفة وكأنه ممزوج بذرات الهواء الذي يتنفسه،انتفضت الجماهير العربية وبدا ربيع يهل علي المنطقة، ابتسم لرفاقه منتشيا وقال ها قد ركبنا قطار المجرة،ولن نتوقف إلا في قلبها،لم يقهقه رفاقه تلك المرة، كانوا يقاسمونه نفس الأمل ونفس الشعور بالزهو،خرجوا إلي الشوارع ينظفونها في همة وحماس وسعادة،اكتست الشوارع بالمحبة وعانقت الأمل ،أثمرت حقول الياسمين بعد اختفاء العوادم، وعانق المسلم المسيحى عناقا حقيقيا مختلفا تلك المرة في طعمه ونكهته ، لأنه عناق القلوب لا تشوبه مصلحة أو مظاهر، كان الجميع سعيدا إلا جاره العجوز الذي كان كلما سمعه يتحدث
عن العهد الجديد يقهقه بصوت عال ،ينظر اليه خالد شذرا ويزداد حنقا، قال له رفاقه دعك منه إنه رجل غادر قطار الزمن ولا يفهم كينونه اللحظه، مرت الأيام بطيئه متثاقله ولا جديد، عادت أسراب الذباب إلى الشوارع، وحاصرت أكوام القمامة العواصم، أضرب الناس عن العمل ، وانتشرت الذئاب تهاجم كنيسة هنا أو جامع هناك، زادت عوادم المجرة،ارتفعت قهقهة العجوز،شعر خالد أن العجوز لم يكن أبله،مال عليه وسأله
عندما كان الكل سعيدا كنت الوحيد الذي يسخر فماذا كنت تعرف؟ قال يا بني فرحتم بالربيع ونسيتم الخريف، هل تعتقد أن من هناك سيسمحون لنا بالإنتقال إلى عالمهم؟ فمن سيخلصهم من عوادم المجرة؟إنها لعبة الأمم إنها لعبة الأمم أخذ يكررها ويبتعد بينما خالد يرمقه بتعجب وذهول فجأة سمع دوي إنفجارا شديدا،تطايرت علي إثره أشلاء العجوز،وسقط خالد مغشيا عليه وعندما أفاق كان يهزى المجرة، العجوز، الكابوس ،لعبة الأمم.
قصة قصيرة بقلم /ناصر توفيق