قصص القرآن
لوط عليه السلام ( 22 )
وتتصل أحداث قصة إبراهيم بأحداث قصة لوط عليهما السلام ،
وينتقل المشهد الي دعاء سيدنا لوط
رب نجني و أهلي مما يعملون
سورة الشعراء
و قال :
رب أنصرني علي القوم المفسدين
سورة العنكبوت
ف إستجاب له الله العزيز و أرسل له الملائكة جبريل و ميكائيل و إسرافيل ليقلبوا عليهم القرية عاليها سافلها و ينزلوا عليهم العذاب ، فإذا هو وجها
لوجه مع هؤلاء الرسل ، الذين يحملون الهلاك إلى قومه .
وكما كان لقاء الملائكة لإبراهيم لقاء مفاجئا ، أثار في نفسه ريبة ، وأوقع في قلبه خوفا ، كذلك كان لقاؤهم للوط لقاء مباغتا له .
ولكنه كان مبلغ همه ، ومبعث خوفه وقلقه ، هي ان يحمي هؤلاء الضيوف من عدوان قومه عليهم ، وفضحه فيهم .
فقد طلع عليه الملائكة في صورة سوية من صور البشر ، فيهم الشباب والنضارة والجمال ، وتلك هي مغريات قومه بهم ، وانه ليرى ما سيكون من قومه ، اذا راوا هؤلاء الضيوف الذين نزلوا بساحته .
وهذا ما يشير إليه قوله تعالى :
{ ولما جاءت رسلنا لوطا سئ بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب } سورة هود (٧٧)
سئ بهم : أي ساءه وآلمه نزولهم عنده ، واحتماؤهم به
ولقد وقع ما توقعه لوط عليه السلام فقد سمع القوم بضيفه فجاءوا يسرعون إليه يطلبون منه ان يمكنهم منهم ، فوبخهم وذكرهم بالله الذي بيده نواصيهم .
ولكنهم أساءوا إليه القول ، اعلنوا انه لابد لهم من ضيفه ، وانهم لا حاجة لهم في النساء ، فعندئذ قال لوط في نفسه : لو كان لدي رجال ينصرونني ولكن الله كان معه ، وهو - جل شأنه - لن يتخلى عن رسله في اوقات الشدة ، والأمر الذي توجه به الملائكة إلى لوط عليه السلام هو ان يخرج بأهله في بقية الليل قبل ان يطلع الصبح والا يلتفت هو ومن معه الوراء - إلا إمرأته فقد كفرت برسالة نبي الله لوط زوجها و كانت من الكافرين - حيث القرية التي تركوها وراء ظهورهم ، وفيها إشارة إلى أنها دار إثم ، ينبغي على المؤمن ان يقطع كل مشاعرة نحوها ، فلا يتبعها بصره .
ولما جاء الصبح الموعود ، وقع الأمر الذي قضاه الله وقدره ،
امر جبريل عليه السلام فجعل عاليها سافها ، و امطر عليها حجارة من نار جهنم معلمه - من سجيل - ، فذهبت معالم القرية باسرها ، وصار اهلها حديثا تتناقله الاجيال عن العناد و التكذيب ب رسالات الله و عدم الإيمان
وقانا الله و إياكم شر العذاب الذي يأتي بغتة دون أن نشعر به
عزة عبدالنعيم