(((( فلم العصيان ! ))))
حبيبتي هذا ما سطرت أقلامي
بين سهد وجوى يعتصران
هذا كتابي إليك من حجرة
مقرورة الركن عليلة البنيان
وعلي جدارها العالي نافذة منها
أري قمرا بازغا حار بالاذهان
ولي فؤاد موارة نبضاته
ما كف يوما عن الخفقان
والحب باق لن يحطمه قيد
وإن بات دهرا خلف القضبان
وأري سرورا في الكون معلنا
عن مولد عشق ذاب بالوجدان
عشقتك حبيبتي وسرت بالأكوان
مناديا وجدا يجري بشريان
لو لم أكن في حبك متطلبا
غير الجوى بها الغرام لكفان
فإذا سمعت نحيب قلبي يوما
يبكي فراقك ويسأل من الجان
فاعلمي حبيبتي أني غدوت سقيما
وما بقي لي جلد علي الأحزان
فأذيقيني صغيرتي فرحة
تعلوا بها روحنا علا الجنان
فحبك معشوقتي كان لي امنية
كماء تاق قطره لقى الريان
وحين تسمعي أنغام التفاؤل ثرة
تعزف علي لحن الدجى في الأكوان
أذكري يوم تلاقت أعيننا برهة
فما عادت تقوى علي الحرمان
وانشودة في الغرام لطالما سمعناها
غدت وباتت جليسنا في الريعان
فما زال بسمعي رنين حديثك
عن أحلام تاهت بدجى النسيان
تري هل يقتلع الكرى حبنا ؟
أم ينتصر الوجد فالهوى سلطان
حتي إذا ما أفعم به الربا
لم يبقي غير تمرد عاشقان
فإحتضان القطر في جوف الثرى
أمر يثير حفيظة الظمآن
ولوعة المشتاق وإن عز قدره
كعلامات سوط علي جسد جان
ويدور الهمس في جوانحي
ما علمت ما في قلبي من غليان
أوكلما غلب الوجد وجهرتك
آثرت السكوت وبالغتي في الكتمان
أنفاسي الحرى وإن هي أخمدت
ستظل تذكرك دوما بلا نكران
هذا دمعي سيسيل يجري مطفئا
ما ثار في جنبي من نيران
فلا دامت الحياة بدونك حبيبتي
ولا بقي قلبي نابضا فلم العصيان !
(منى حسين )