أستأذنك الرحيل...
بقلم / سليمان كااامل..
*******************
أهو ذلك الوجه...؟
ذلك السؤال الذي جال بخاطرها كثيرا وشغل وقتها وهي تبتلع دمعاتها المتحدرة على خديها تشكوا لله حظها العاثر .......
أهو ذلك الرجل الذي دخل على أبيها لخطبتها...وكان منكسرا وما رفع عينيه لأعلى في حضرة أبيها ..
عجيب ..
تقبل المرأة العيوب الكثيرة من الرجل....إلا عيب البخل.....وخاصة لو كان بخل المشاعر....
فقد وقفت بجانبه وافتتنت بوسامته ومظهره الحسن وسمته المبالغ فيه من الوقار والسكينة...قبلته على مضض من أبيها....وتمت الزيجة.وبعد هنيهة ..تبدل الحال بوفاة والدها ....وأدارت لها الدنيا ظهرها....وجاءت الريح فكشفت معدن الرجل ..فرأت منه ما تنكر ...وسمعت منه ما يسيئ .....كل يوم يحاسبها على الهواء تتنفسه...وعلى اللقمة تطعمها....وعلى الثياب تلبسها.....
فمازالت تلبس من الثياب التي أحضرها أبيها لها في عرسها ....
كان يدخل عليها رفسا بالقدم ....ويخرج مودعها بالسب واللعن....
فكانت....تقضي وقتها مابين دمعة وعبرة ....مابين نوم وهم....مابين حسرة وندم...
ضعفت ثم رقت وضعفت ..ثم وهنت للحد الذي يسترعي إنتباه كل كلب مسعور...وكل ذئب يسيل لعابه.....
جميلة ذات قوام بارعة الحسن ...وجيرانها كانوا على مرأى ومسمع من نكباتها ومشاكلها مع ذلك المدعو ذكر......والخالي من الرجولة والنخوة.....
لاحقتها العيون الجائعة.....والنفوس المريضة .....وكادت تطولها أيد قدمت لها طعم الصيد.....وعلى وشك وقوع الفريسة.....
ففرت إلى بيت أبيها ....تنجو بعفتها وما بقي من كرامتها التي أهدرت.....مخلفة وراءها ورقة صغيرة أحضرتها من كيس القمامة .....كتبت عليها أستأذنك الرحييبيل....
سليمان كامل....
٢٠١٧/٤/١٦