............... صَبْرٌ على صَبْرٍ ..............
بقلم / نصر فؤاد
..........................
صَبِرتُ وفي صبري على الأحوالِ من قدري.
وما شَكَوتُ الأيامَ أحداً من سوءٍ ومن ضَجَرِ.
لأصبرنَ صبراً حتى ييأس الصبرُ من صبري.
ولأصبرنَ الدهر حتى ينظر الرحمنُ في أمري.
سَلَكتُ دروبَ العيشِ في حزنِ وفي كسرِ.
فلا تحسبنَ عَيشُكَ ميسوراً دونه الأسرِ
يافارداً شراعَ حياته في الدنيا بحثاً عن العُمرِ.
لن تلاقي يوماً في دَربِكَ البْرَاقِ إلا ظلمة البحرِ
تسيرُ الحياةُ دون هديٍ من نجمٍ ومن قمرِ.
لك الله في دروبِ العيشِ من بَحْرٍ ومن بَرِ.
طَاوَلْتُ قِمَمَ الجبالِ حتى بَلَغتُ مَبْلَغَ الطَيرِ.
وما خُرِقَتْ الأرضُ مني حتى جهزَتْ قَبْري.
دُنيا قضيناها يوما بيومِ وما بَلَغْنَا إلا مَبْلَغَ النَحْرِ.
فلا تحيا بن آدم بين الوجود إلا عزيزاً دون قهرِ.
أوتدري أني دوماً قد سَئِمْتُ العيشَ من دهرِ.
وأني مَلَلْتُ لونَ النفاقِ من بَشَرٍ ومن حَجَرِ.
أما آن للرَوْحِ أن تَسْتَكِينَ اليوم من عَثْرَةِ العمرِ.
وآن للجُنُبَاتِ أن تَلْتَحِفَ الثرى من دون فخرِ.
فاضَت الأشواقُ لِلُقْيَا حبيب حينً من الدهرِ.
فما جدوى الوجود من دونه وعنده أمري وسري.
بقلم / نصر فؤاد