لا تقطفي. .بقلم الشاعر. .صبحي ياسين

غابات فوق الجمر .
-----------------

.انتفض العظم صاح من قاع القبور
اغطشي مقلتيك على نعاس القمر
تلوذ الحمائم الرماديه بسياج من ورق
خليج من القار يطلي عتبة الويل
كرائحة اخر الزمان اشم عنقك المحترق
فرقعة جدار السكون زنابق من الخشب
وحفار المقبره يهوي بمعوله الدّوار
اسمال وحقيبة شاعر خاليه
تقرض المغيب سلال من الاحشاء والارق
ومرت بطتان تمص اثداء الشتاء تحلبان الحجر
عقابيل من السهاد وفلاحون تدثروا بجلد نخله
اكواخ الريف العراقي تطعم عفونة افعى نزق
على القباب الرخاميه صلبوا ارنب وصوت كلب
تجرد الكوخ من ساكينه للعبيد
زكام النفاق بلغ الزبى وفقاعة الموتى تبيض نمله
نسل بوارنفض عن ملائته العقارب وديون الخنثى
صيوان الغفران وسيف علي بلسان لص حذق
جدار بغداد زرائب من اللاهوت واسطبل عمائم
وأطناب لحى تملاها القذاره سدت بوابة ابي علي الكاظم
اعتصر القبح هامة المآذن كالزناة في المواخير
منزل البفايا مذابح اشبيله
لحمّت صدرها المثقوب بخرقة من علق..
تضحك ثغور المدافن تقبل ساعدي رفّاش اللحود
رفاة الاهوار ترتجف ثكلى بالتياع النخيل
نوائح في ذي قار قبضتها غيمة بلاودق
بلد الرعاع يحرق نخلة مريم في الكوفه
فتق المزّور ثوب عيسى والوادي الايمن
نهر الملح يسير بجثث الاحياء يقذف حصاة ابي لهب
حمام تشظت قانصته على رتابة الحرب تلو الحرب
ينأى العراق عن بساط البحر
يطوف حول القيامه محملا بالاثام وبرزخ الارامل
ويهذي شاعر سدى عن ربابه مقام بغدادي
موتى تولد الايام حبل المشيمة توأم الغسق
ذكرياتنا على الجدول الرقراق مناسك خذلاء
يصمت الصفصاف عند منعطف الشوق الاحدب
تمرّج دفوف الرهبان من خرزات اذنها
ربة الحسن تخلع قرطها على صدر شيخ خمار
شوارع تحمل الموتى والغبار ولاشوارع
سكك الحمير والاحصنه تعجنها مزبلة الشقق
اخاف النهار والليل معا فجائع في نينوى
يزهر على الزنود طفل يبيع الاكفان وماء الورد المج
تتلصل على الجسر جمجمة وصرخة ذباب المستنقع
اتى المعاد ومضينا بوهج الكهان الى تراب
حصادنا جلد تنقره وعول الصحاري وشبه بيت
سوف ازحف ياحبيبتي انسل الى الجحيم
وصوتك ضوء القمر ربما يزورني وربما آن أن نفترق ...
---------------------------------------------------------
حيدر الزيدي النجفي..
النجف الاشرف 16-9-2017