قصة قصيره بعنوان / الطبعة الأخيرة
---------؛------------
افاقت من نومها وغطت رأسها اسفل صنبور المياه الباردة علها تفيق . وبدلت ملابسها وجلست تتصفح الجريدة وتحتسى القهوه . هذا طابع يومى لها . وبالرغم من تسرب الملل إليها إلا أنها تطرده بين الحين والأخر بالضغط على عينيها بقوه ثم الاستغراق فى باب الحظ والأبراج لتقرأ رسائل التفاؤل فيه. ثم ترشف رشفه من قهوتها وهى تتصفح محطات التلفاز المكرره تعيدها الى الملل والإمتعاض مره أخرى فتوقفها فى الحال وتعود لتلقى بعينيها فى الجريدة .. مئات الأحداث و الأخبار متكررة منذ الطبعة الأولى وربما قبل إختراع الطباعة .
● تم إلقاء القبض على قابيل القاتل ولكنه تمكن من الفرار من السجن والعقوبة إلى الأبد ..
● تم توجيه تهمة الخيانة العظمى لوالى عكا ولكنه اثبت براءته وتم إخلاء سبيله وبلا ضمان ..
● تبدأ غدا مراسم تتويج عروس النيل الجديدة بحضور صاحب المجد والفخامه الفرعون العظيم ..
● تم بالأمس النطق بالحكم بإعدام الشقى أدهم الشرقاوي لإرتكابه جرائم حرب ضد الأبرياء ..
تشعر وكأنها فى دوامة عميقة تدور فيها بين إغماءة وإفاقة حتى سقطت ..وبالكاد تسمع طرقات متكررة على الباب ولا تستطيع الأجابة حتى كسروا الباب ودخلوا مهرولين فى محاولات يائسه لإنقاذها . وآخر ما سمعته من كبير الاطباء أنه لا فائدة فهى بالفعل ماتت منذ آلاف السنين .~~~~~~~~
إبراهيم معوض .