recent
أخبار ساخنة

خطفت زوجي مني - بقلم: المبدعه الشاعره والكاتبه مي عادل

خطفت زوجي مني
بقلم: مي عادل

إسعاد تعيش في احدي احياء القاهره الراقيه بالمعادي ولديها من زوجها السابق بنت وحيده. وكانت تعمل اعلاميه في احدي البرامج التليفزيونيه الشهيره وتتميز بالسمعه الطيبه وسط زملائها ، واصدقائها.
إسعاد لدیها رفیقه عمرها منذ الصغر ولا یتفارقان علی الاطلاق وهی شریهان تعمل مصممه ازیاء مشهوره وکثیر من الفنانات یتعاملون معها لجوده تصمیماتها وزوقها الرفیع فی الازیاء والموضه.

شریهان أقرب الناس إليّها، رفيقة الطفولة والمراهقة والشباب، درسوا معاً حتى الثانوية.
إسعاد تزوجت من رجل اعمال ثری ، كان يحبها ويتابع كل ما تقدمه في التليفزيون ، ومعجب بشخصيتها القويه.
وتزوجا عن قصه حب وعاهدها أن يكون لها الزوج المخلص، وان لا يفترقان. وأسكنها في فيلا في مدينه الشيخ زايد ، ولديه طائره خاصه قال لها: انها تحت امرك في اي وقت.

وبالرغم من ذلك، ولم ينقطع إسعاد بصديقه عمرها، وصاروا یلتقیان في نهاية الأسبوع، ویتحدثان يومياً بالهاتف، وتحدثها اسعاد عن أدق التفاصيل في حياتي الزوجية، وهي تحدثها عن كل صغيرة وكبيرة في حياتها وكأنها تعيش معها، حتى حفظت أسماء جميع اصدقائها، صفاتهم، كم كانت إسعاد سعيدة بكل تلك الأجواء التي تنقلها الیها صديقتها، والتي حرمت منها بسبب زواجها وانشغالها الدائم کاعلامیه .
وكم كانت سعيدة لشعورها بأنها محظوظة بوجود صديقة مخلصة في حياته، هي توأم روحه، أبثها حزني وألمي ومعاناتي بسبب موقف أهل زوجي منها، وتغير معاملتهم لها لتأخر الحمل. کانت تحكي لها عن مدى تعلقها بزوجها، وحبها الكبير له، وعن مدى لطفه وحنانه وشدة اهتمامه بها، فأجدها سعيدة من أجلي تدعو لي بأن يتمم الله سعادتي بحدوث الحمل ومجيء الطفل الذي سيقطع ألسنة الجميع ويضفي البهجة على حياتي.

وبعد فتره من الزمن، خطبت شریهان ، وتحدد موعد زواجها . فرحت صدیقتها لها فرحاً شديداً، وكانت معها وهي تدخل مرحلة جديدة من حياتها. شاركتها بكل شيء لحظة بلحظة، وساعدتها فی جهازها، وأشرفت على كل صغيرة وكبيرة في تحضيرات العرس، ، وفي عرسها كانت إسعاد تتابع كل التفاصيل وكأنها أختها أو أمها.
بعد العرس، سافرت شریهان مع زوجها لقضاء شهر العسل، فشعرت صدیقتها بالوحدة، وطلبت من زوجها أن یسافرا إلى أي مكان حتى لا تقتلها الوحشة من غيابها، وفعلاً سافرا سوياً وقضيا أجمل الأوقات في تلك الرحلة .
وبعد عوده شریهان من شهر العسل، حرصت على لقائها لأطمئن عليها. فوجئت بها وقد تغيرت نحو الأسوأ، واستغربت الشحوب والحزن المرتسمين على وجهها. تحدثنا قليلاً عن أمور مختلفة، وعندما سألتها عن سبب تغيرها بهذا الشكل بكت، ثم حكت لي عن طباع زوجها السيئة وخشونته وعدم تعامله معها بشكل لطيف، فقد اكتشفت أنه عصبي ومتسلط وشكّاك، ولا يعرف كيف يكسب ودَّ امرأته أو يجعلها تحبه، يستفزها بكلمات جارحة قاسية لأتفه الأسباب، ولا يحسن التعبير بكلمات طيبة لطيفة تدخل السرور على نفسها. وقد أظهر لها بخله منذ اليوم الأول لزواجهما، فاجأها بأنه قد أعد لها قائمة بتكاليف العرس، وصار يستفزها ويخبرها بأنها لا تساوي عنده ما أنفقه عليها من مال مسكينة، تعاطفت معها صدیقتها وبكيت لبكائها، وتمنيت لو كان بيدي إسعادها، فقد أدركت بأن مثل هذا الزواج لن ينجح ولن يستمر، ولكنها حاولت أن تصبّرها، وطلبت منها أن تتفاهم معه وتحدثه بصراحة عن رغبتها في إنجاح حياتهما الزوجية بأي شكل حتى لا تضيع الأموال التي أنفقها، أليس هذا هو منطقه؟
صراع شديد مرت به صديقتها مع زوجها حتى شعرت ببوادر الحمل. أخبرت زوجها لعله يتغير عندما يعرف بأنه سيصبح أباً، ولكن للأسف فإن مرورها بفترة ”الوحام” أثر على نفسيتها، فازداد زوجها شراسة، وتأزم الوضع بينهما حتى تم الطلاق بعد سنة واحدة من الزواج. وبسبب سوء حالتها الصحية في فترة الحمل، ولدت طفلاً معلولاً مات بعد أيام من ولادته .

أثناء تلك الأزمة التي مرت بها صديقتها لم تتركها يوماً واحداً، وبقيت معها في تواصل مستمر، تهدئها، وتقدم لها المساندة المعنوية التي تحتاجها، وبعد طلاقها وفقدانها طفلها، مرت بحالة نفسية صعبة وكانت إسعاد إلى جانبها أقرب من أي شخص آخر من أهلها. لم تتركها حتى تعافت تماماً واستطاعت التماسك من جديد، ثم عادت إلى حياتها الطبيعية، بعدها شجعتها ان ترجع شغلها وتصمم من جدید لکی تنسی هذه التجربه المؤلمه.


استمعت إلى نصيحتها واستعادت عافيتها بشكل كامل. أما بالنسبة لصديقتها إسعاد ، فلم يكن في حياتها سوى انتظار الحمل الذي تأخر لستة سنوات متواصلة. كانت تعاني مع أهل زوجها معاناة كبيرة، وتحملت كلامهم وقسوتهم لعدم حبهم لها ، ولأنها زوجه لإنسان رائع بمعنى الكلمة، أحبها بصدق وإخلاص، وصار يجاهد لإسعادها، فأحببته بشكل جنوني، وصارت في خوف دائم من فكرة أن يتركها أو أن يتزوج عليها، فتحترق بنار الغيرة.
حاولت إسعاد جاهدة أن تحافظ على علاقتها بهم وتواصلها معهم على الرغم من كل ما فعلوه بيها، فقدر لها زوجها هذا الموقف، وقد أعلن أمام الجميع بأنه راض عن حرمانه من ”الخلفة”، وأنه مقتنع بأن هذا الشيء بيد الله سبحانه وتعالى، خصوصاً وأنهم فعلوا الفحوصات الطبية اللازمة التي أظهرت سلامتهم من أي عائق للحمل، ولكنها إرادة الله، وهم راضون بها ومقتنعون بقضائه

بعد ذلك، مرت على زوجها فترات انشغل فيها بعمله، كانت صديقتها تزورها كل يوم فيخرجان سوياً أو يقضيان الوقت في البيت يتحدثان ويعدان بعض الوجبات. وقد ملأت عليَّ فراغ حياتها كله، وكان زوجها مرتاحاً جداً لهذه الصداقة التي تنسيها همومها وتخفف عنها ضغوط التفكير والوحدة والقلق أثناء غيابه، فكان عندما يعود إلى المنزل من عمله ويجدها معها، يشكرها ويتحدث معها وكأنها أخته، وكان هذا يسعد إسعاد كثيراً
وقفة الحرص
في أحد الأيام، أخبرها زوجها بأن لديه صديقا يحبه ويثق به، وهو يبحث عن زوجة، ثم سألها عن رأيه في ترشيح صديقتها لتكون زوجة له، فسعدت أيما سعادة، خصوصاً عندما علمت أن صديقه يسكن بنفس البناية التي نسكنها، وأنه يملك نفس أخلاقيات زوجي وسلوكه، فهذا يعني أن تكون صديقتها قريبة منها، وأنها ستسعد مع هذا الإنسان.
عندما أخبرتها بهذا العرض رحبت به مع خوفها الشديد من تكرار تجربة الزواج، ولكنها اقتنعت بعد أن أكدت لها بأنه يملك نفس صفات زوجها، وهو لا يشبه طليقها في عصبيته وتسلطه، فوافقت عليه وتم الزواج واصبحا جارتين نقضيان أوقاتاً رائعة.
الشيء الغريب الذي لم تجد إسعاد له تفسيراً، هو أنها كلما سألت صديقتها عن حياتها الزوجية، كانت تسكت ولا تتكلم عنها بشيء، وإنما تقطب وجهها دلالة على عدم الارتياح، ثم تقول كلمة واحدة هي: لا بأس به، وكأنها غير راضية عن هذا الزواج، وعندما ألححت عليها لمعرفة السبب في كونها غير سعيدة وغير راضية، وجدتها لا تملك سبباً واحداً تعيب به زوجها، فهو طيب ومخلص، ويعاملها معاملة جيدة، ولم يقصر معها في شيء.
بعد أشهر قليلة من الزواج ، بدأ الرجل بالشكوى والتذمر من تصرفات زوجته، وصار يقول إنها عصبية وعنادية لا تفكر بإسعاده وإنما تناصبه العداء والمشاكسة وكأنه أجرم بحقها، أخبرها زوجها بكل ذلك وطلب منها التحدث معها.
عندما أخبرتها بشكوى زوجها وتذمره منها، بكت وقالت: يبدو أنني لا أستطيع أن أنسى تجربتي الأولى بسهولة، فقد صار لديها رغبة بالانتقام من الرجال. نصحتها إسعاد وطيبت خاطرها وأفهمتها بأن زوجها إنسان جيد ولا يستحق أن تنتقم منه بسبب ما فعله زوجها السابق
وحاولت قدر الإمكان التحكم بنفسها، ولكنها بقيت تردد: لا أحبه، لا أشعر تجاهه بأي عاطفة.
استغربت كثيراً عندما وجدتها تتناول موانع الحمل كي لا تنجب منه طفلاً، وبالطبع فإنها كانت تفعل ذلك دون علمه، حاولت نصحها ولكنها لم تسمع نصيحتي، حتى اكتشف زوجها وجود أقراص منع الحمل في حقيبتها، فتشاجر معها شجاراً عنيفاً، فطلبت منه أن يطلقها وهي مصرة إصراراً غريباً على عدم وجود عاطفة تربطها به، فطلقها.
للمرة الثانية، أصبحت صديقتها مطلقة، كانت مستغربة لماذا فعلت ذلك بنفسها؟ لماذا لم تبذل أي جهد للحفاظ على زوجها، وهي تعلم بأنه إنسان جيد ولن تجد مثله بسهولة؟ هل أعجبتها حياة المرأة المطلقة؟ هل تريد أن تعيش حياتها وحيدة بلا ذرية ولا زوج يشاركها أيام الشيخوخة عندما تكبر؟ عموماَ، لم يمنعها موقفها الغريب من التواصل معها، فهي صديقتها وليس سهلاً عليَّ التخلي عنها لأي سبب، وقد أصبحت تقضي معظم الوقت في بيتها!!
وقفة النذالة
مرض والدها ، فاضطررت للذهاب لفترة، ثم مرضت والدتها وانتقلت إلى رحمة الله ثم تبعها والدها بأيام قليلة، وكانت إسعاد في تلك الفترة غارقة في تفاصيل المحنة الصعبة التي عاشتها هي وإخواتها، فلم تجد وقتاً للتفكير بغير ذلك. كان زوجها يزورها في نهاية كل أسبوع في بداية الأزمة والتي استغرقت ثلاثة أشهر، ثم بدأ بالانقطاع عن تلك الزيارة، حتى إنه لم يعد يتصل بها كما كان يفعل سابقاً، والغريب هو أنه لم يرد على الاتصال فقلقت، وقررت العودة لبيتها والاطمئنان عليه. طلبت من اخيها يوصلني إلى بيتها، وقررت أن ”تعملها مفاجأة” طيبة له، حيث تصل صباحاً فتنظف البيت، وتطبخ الطعام وتهيأ لاستقباله عند عودته من العمل. ما إن دخلت بيتها حتى أدركها شعور غريب بالخوف من شيء مجهول، فتحت الباب وذهبت مباشرة إلى غرفة النوم، فوجئت بصديقتها وهي نائمة بملابس النوم على سريرها، لم تتحمل الموقف وسقطت مغشياً عليها. عندما أفقت وجدت نفسها بين ذراعيها وهي تنتحب وتبكي، وتردد: سامحيني يا صديقتي، لقد أحببته كما أحببتك، فلا أستطيع العيش بدونه أو بدونك، فتزوجته، فكرت أن أهب لك الأطفال، أطفالي هم أطفالك، سنعيش كلنا في سعادة. يا لها من طعنة قاسية مؤلمة من أقرب الناس ، قتلتها بها وهي حية. صديقتها المخلصة، لم تفكر بمشاعرها، غدرت بها، وسرقت أجمل شيء تمتلكه في حياتها، تريد مشاركتها في الرجل الوحيد الذي تعشقه، لماذا فعلت ذلك؟ يا لها من دناءة، لم تكن تتصور بأنها تملك هذا القدر من الأنانية، حطمت حياتها كلها، هل تعتقد بأنها إنسانة بليدة المشاعر كي تتقبل وجودها في حياتها الزوجية وبهذا الشكل الدنيء الذي فرضته ؟
عادت إسعاد لبيت أهلها محطمة تماماً، حاول زوجها إرضائها بأي شكل، فلم تتقبل فكرة التعايش مع الإنسانة التي غدرت بيها، خيرته بينها وبين صديقتها، أخذ وقتاً طويلاً في التفكير. كانت متوقعة أن يطلق صديقتها ويحتفظ بها، فأنا لم تنجب، وهي التي ستنجب له الأطفال، وبالطبع فهي الزوجة الجديدة وكما هو معروف فإن لكل جديد لذة. لكنها فوجئت به يطلق صديقتها، ويأتي إليهاَّ نادماً يستسمحها ويطلب منها العودة إلى البيت. شعرت إسعاد وقتها بسعادة وامتنان كبير له، وعادت معه، ولم تشعر بالراحة حتى سألته عن سبب تطليقها هي واختياري، فقال لها: فكرت كثيراً قبل اتخاذ هذا القرار، وبعد التفكير وجدت أن قلبي يميل إليك إسعاد ، وأنك إنسانة نادرة مخلصة ومضحية، أما الأخرى فهي غادرة وحاسدة، طعنت أقرب الناس إليها، فلا أريدها أن تكون أماً لأولادي.
بعد عودت إسعاد لزوجها بأشهر قليلة رزقها الله بتؤام الذي حرمها منهم ليختبرها، فاكتملت سعادتها لأنها اسستطاعت مكافأة زوجها التؤام الذي انتظروه طويلاً وهو صابر ومحتسب، أما تلك الصديقه الخائنه فلم تعد إسعاد تسمع أخبارها، او تسمعها لأنها لم تعد صديقة عمرها التي کانت تعرفها.
google-playkhamsatmostaqltradent