طفلة الشتاء
°°°°؛°°°°°
فى ليله شاتيه ألقيت جسدى المتجمد على الفراش تترتعد داخله الشرايين وتنتفض الأوردة ويترقب القلب دفقه دماء كى ينبض . فى هذه اللحظه آثرتنى على نفسها بالغطاء وباتت تنتفض بدلا منى . ومدت ما تبقى من يدها الحانيه التى بترت أصابعها جراء القصف كى تحتوينى . وبعد الدفئ أراها عادت طفله ضائعه فى الصحراء بلا ساق تحيطها الذئاب من كل جانب أصرخ فيها أن تركض يمنعنى الخوف أن ألقى لها عكازا . أصحو صحوه المجنون أجذب يد طفلتى أحصى أصابعها . أتلمس ملامحها .
فكل ليله يراودنى ذلك الحلم منذ أن ماتت أمها وتركتها لى . طرقت كل الأبواب لأجد له تفسيرا بلا جدوى حتى قال أحدهم أنها قد ترعانى يوما وتخاف على أكثر من خوفى عليها . جلست على طرف سريرى أحكمت عليها الغطاء . أبحث فى ألبوم الصور القديم أراقب فيه الماضي الجميل و ذكرياته.
ذاكره عملاقه بطول عمرى لحظات حبى وطفولتها لن أنسى أول لحظه لها حين تقوم واقفه من حبوها تتعثر فى برائتها يتلقفها ذراعى مره وتقع مرات . إبتسامة أمها التى لا تختلف كثيرا عن براءتها حين تراها تقع جالسه . فتمد يدها الصغيره تتشبث فى أصابعها لتقوم وتتعثر . حتى تصل إلى دميه الدب فتلهو بها وتنسى أحلام السير التى بدت بالنسبه لها مستحيلة . أقلب لحظات العمر حتى أصل إلى نهايه صفحاته فأعيدها . حتى تنفس الصبح وبزغت الشمس وألقت أشعتها الحائرة على ستائرى البيضاء مددت يدى بحنان أوقظها وأعيد ترتيب شعرها وملابسها وأصطحبها إلى المدرسة وفى جوف الفصول مئات مثلها يرددن الأناشيد . أقف بجوار السور وعيونى معلقه بأعلى البنايه حيث تكون . وما أن إقترب الأتوبيس حتى إندفعت بداخله بكل طاقتى أنظر إلى الساعة فقد تأخرت كثيرا . وما أن أفسح لى أحدهم مكانا لقدمى حتى شعرت بالراحه ونسيت كل الأحلام والآلام .
°°°°°°°؛°°°°°°°
إبراهيم معوض ..
°°°°؛°°°°°
فى ليله شاتيه ألقيت جسدى المتجمد على الفراش تترتعد داخله الشرايين وتنتفض الأوردة ويترقب القلب دفقه دماء كى ينبض . فى هذه اللحظه آثرتنى على نفسها بالغطاء وباتت تنتفض بدلا منى . ومدت ما تبقى من يدها الحانيه التى بترت أصابعها جراء القصف كى تحتوينى . وبعد الدفئ أراها عادت طفله ضائعه فى الصحراء بلا ساق تحيطها الذئاب من كل جانب أصرخ فيها أن تركض يمنعنى الخوف أن ألقى لها عكازا . أصحو صحوه المجنون أجذب يد طفلتى أحصى أصابعها . أتلمس ملامحها .
فكل ليله يراودنى ذلك الحلم منذ أن ماتت أمها وتركتها لى . طرقت كل الأبواب لأجد له تفسيرا بلا جدوى حتى قال أحدهم أنها قد ترعانى يوما وتخاف على أكثر من خوفى عليها . جلست على طرف سريرى أحكمت عليها الغطاء . أبحث فى ألبوم الصور القديم أراقب فيه الماضي الجميل و ذكرياته.
ذاكره عملاقه بطول عمرى لحظات حبى وطفولتها لن أنسى أول لحظه لها حين تقوم واقفه من حبوها تتعثر فى برائتها يتلقفها ذراعى مره وتقع مرات . إبتسامة أمها التى لا تختلف كثيرا عن براءتها حين تراها تقع جالسه . فتمد يدها الصغيره تتشبث فى أصابعها لتقوم وتتعثر . حتى تصل إلى دميه الدب فتلهو بها وتنسى أحلام السير التى بدت بالنسبه لها مستحيلة . أقلب لحظات العمر حتى أصل إلى نهايه صفحاته فأعيدها . حتى تنفس الصبح وبزغت الشمس وألقت أشعتها الحائرة على ستائرى البيضاء مددت يدى بحنان أوقظها وأعيد ترتيب شعرها وملابسها وأصطحبها إلى المدرسة وفى جوف الفصول مئات مثلها يرددن الأناشيد . أقف بجوار السور وعيونى معلقه بأعلى البنايه حيث تكون . وما أن إقترب الأتوبيس حتى إندفعت بداخله بكل طاقتى أنظر إلى الساعة فقد تأخرت كثيرا . وما أن أفسح لى أحدهم مكانا لقدمى حتى شعرت بالراحه ونسيت كل الأحلام والآلام .
°°°°°°°؛°°°°°°°
إبراهيم معوض ..