لا تقطفي. .بقلم الشاعر. .صبحي ياسين

30 سنه .../ قصة قصيرة
••••••••؛••••••••••
يتحرك باقدام واهنه ، موثوقه بالشيخوخة وجلال المكان ، فهذه هى أول مره تطأ فيها أقدامه الحافيه بساط أحمر كثيف ، يتحرك فوقه بملابسه الرثه الممزقة ،ولما بلغ أطرافه لملمه على الفور وكأنما يخشى عليه من نفسه ، وحين أبصر الباشا يرنو إليه من خلف زجاج صورته على الحائط ، أحنى رأسه أمامه كما إعتاد ، ونظر خلفه لزوجته يأمرها بعصبيه أن تنتهى من تنظيف القصر ، حتى يغادرا المكان بأقصى سرعة ، نزع أغطيه المقاعد ، وطفق يزيل الأتربه عن الحوائط المزركشه ، وكلما وقع بصره على الصوره ، والكرباج السودانى الأسود يتدلى من خلفها ، حك جلده بكفه الخشن ، وزادت أوامره لزوجته بإتقان العمل كى يصير القصر كالعروس ، وهو يستقبل الزوار ، فغدا هو الذكرى الثلاثين لوفاه الباشا أطال الله عمره ...
••••••؛••••••
إبراهيم معوض