قصيد : أماه!
بقلم الشاعر التونسي محمد أحمدي
ليتني...
ليتني أملك كل بحار العالم
ﻷذرفها دموعا على فراقك
بل ليتني مت قبل أن أولد
أرهقتني اﻷيام و أتعبني فراقك
لم أعد أعرف للكرى طعما
و لا للحب و الدفء
و الحنان معنى
سأسافر متن عيونك و أبحر
إلى شاطئ اللانهائية
دون خوف أو وجل...
سأرسم عندئذ صورتك
على زورقي...
أماه !
ذا النجم مضطرب
و البلابل بباب القلب تنتحب
النهر مكتئب
دمعه منسكب
و أنا طيف حائر
ألوذ بوهم
أزحف نحو صمتك و غفلتك
ألتمس الصفح و الغفران
لكن...ها أنا بين يديك
و صمتك الرهيب
صمتك الطويل
يمزق فؤادي
يهد كياني...يهدني...
يفجرني...
أماه!
كم هي قاسية الحياة
بل كم هو قاس قلبك
كيف أنساك؟
كيف أنساك و أنا في كل مكان ألقاك ؟
أميمتي !
ها أنذا بعد رحيلك
أذرع دروب الضياع
أتابع ترحال المساء
و غبار الرماد...
لا عصافير في هذا المساء
لا خميلة أفيئ إليها...
لا أميمة...لا شيء هنا...
لا شيء سوى غيمة شاردة
تبحث عن ظلها..
لا شيء في قلبي سواك
لا شيء في قبرك الموحش
لا شيء هناك
سوى الظلام
سوى الصمت الرهيب...
أيا وردة تشتعل في خاطري
سأعيش معذبا حين أنادي طيفك
و لا يجيب...
سأظل حذو قبرك عند المغيب...
لكني برغم المغيب سأصبر...سأصبر...
"وقد دعاني اليأس منك إلى الصبر
لم أصبر و لي فيك حيلة
تصبرت مغلوبا و إني لموجع
كما صبر العطشان في البلد القفر"...
سأصبر
فأنت التي علمتني الصبر
و ليعلم الصبر بأني
سأصبر على شيء
أمر من الصبر. ..
# محمد أحمدي #
- تونس -