وظيفة الخرافات
................................
الخرافات حينما تصبح جزءا من وعي المجموع باعتبارها نظرة تفسيرية للواقع فهي تتحول الى حقيقة واقعة . و ما يؤكد واقعية الواقعة هو ليس الواقع فحسب بل كونها صارت جزء من ثقافة معبرا عنها بممارسات سواء كانت خاطئة او صحيحة فهي صارت تشكل سلطة مفهومية تهيمن على سلوك الافراد وعلى وعيهم . من هذه الزاوية الرخوة نفذ ما بعد الحداثيون فالغوا كل حقيقة ونفوا صلتها او قدرتها على الخضوع للتجربة لاثبات صحتها ما دامت كل الافكار والاساطير قادرة ان تبني منظومة داخلية او شبكة علاقات خاصة غرضها تبرير وشرعنه واثبات مصداقية الفكرة بعيدا عن صلتها بالواقع الموضوعي
, ولان الانسان القديم كان محدود الفكر لذا كان يستعين بالخرافة لسد الفراغات والاجابة عن الاسئلة المحيرة التي لا يستطيع عقله استيعابها او ادراك علاقات الترابط بينها , ان وظيفة الخرافة في الازمان القديمة تشبه وظيفة العلوم العصرية الحديثة ومراكز الابحاث التي تحاول الاجابة عن كل الاسئلة التي تراود الانسان وتقف في طريق تقدمه او وعيه للعالم الذي يعيش تفاصيله , اذن تتحدد وظيفة الخرافة بما تمنحه للانسان من قدرة على تفسير الوقائع والحوادث الغامضة وبما تقدمه من تحليل للعالم والعلاقة بين الانسان وهذا العالم