مرثية جواد
------------- -----------------
كان يطمح أن يطأ الشمسَ ...
تجمح خطوتُه
في الفضاء الفسيحِ
و حين تدق حوافره
في السحاب
يرى حلمَه أَلَقَاً
جاذباً نظرةً شامخهْ
كان يفرد أجنحةً من ضياء
و يركض ..
يركض ...
مقتحماً أيَّ سدٍّ أمام إرادته
ليس يعرف معنى التردد
أو نبضة الخوف
.. عيناه تخترقان المدى
لايرى ، غير مَجْدٍ يراوده ، خلفه
و الصهيل النبيلُ
دليل الترفُّع
و الثقة الراسخهْ
أيهذا الجواد ...
الذي كان يختال بين الجياد
على عرفه هالة المجد تاج
و يزهو بما ليس عند سواه
من العزة الباذخهْ
أيهذا الجواد الذي كان
.. – ما كان -
كبراً ... و زهواً ..
و ملحمة من إباءْ
توَّجَتْه الممالك
و الكائنات له تَبَعٌ
و الضياءْ
كيف يقنع بالسفح
من كان يطمح للنجم ؟ !
كيف استكان إلى الذل
من طلب العزُّ أن يرتقي لسماه ؟ !
و كيف ارتضى كل ماقد أباه ؟!
أثقلتك المحنْ
فانحنيتَ ...
و لمَّا تكن تعرف الإنحناءْ
حين باعكَ من باع عِرض الوطنْ
أيها الفرس العربي الكريم
سليلَ السماءْ
أين أنت ؟ !
اختفيتَ ؟ !
كبوتَ ؟ !
انزويتَ ؟ !
انتهيتْ ؟ !
أين أنتْ ؟ !
أترى سوف تُبعث يوما
براقا
يُجمِّعنا
ثم يسري بنا
نحو مسجدنا المستباح
و ترجع قبلتنا .. و الوطنْ ؟ !
هل ترى سيعود الزمن ؟ !
من ديوان ( أسئلة للوصول ) 1999