recent
أخبار ساخنة

الشاعر الكاذب بقلم الشاعر- ( سامح ايليا سورسي )

سلوي علي محمد


قصه قصيره حقيقيه
الشاعر الكاذب
( سامح ايليا سورسي )
رجل يبلغ من العمر اكثر من نصف القرن بأربع سنوات ، هو ذات إحساس فريد من نوعه ، لا يضاهيه أى إنسان فى سمو إحساسه ، شاعر ورسام وخطاط ويكتب القصه بكل انواعها وطرازه فى أشعاره لم يصل إليه أكثر ألأدباء شهره ويعرف كل كبيره وصغيره عن عالم تكنولوچيا الكمبيوتر ، وووووووو ، وأشياء كثيره يحتويها هذا الرجل ، ومن أهم صفاته بكل أمانه ، إنه لا يكذب أبدآ مهما كلفه الأمر ، وهو أيضآ خجول جدآ من المستحيل أن يحرج أى إنسان في أي شئ ،،،،،
المهم ، وكما سبق وأخبرتكم أحبائي بأنه شاعر كبير وعظيم فى كتاباته وله من المؤلفات العديد وبشتى الأنواع والفئات
ذات يوم تعرف على إنسان تقريبا فى سن إبنه ، فدار ببنهما هذا الحديث :
الصغير / اهلا يا حاج
الشاعر / اهلا بيك حبيب قلبى
الصغير / انت بتكتب شعر يا حاج ؟
الشاعر / يعني ، حاجه على قدي كده
الصغير / طيب ما تسمعنا حاجه
الشاعر / وماله يابنى ، عاوز تسمع ايه بالظبط ، اقصد يعني من أي نوع من الأشعار تحب تسمع ؟
الصغير / ألله دانت باين عليك بتكتب من زمان
الشاعر / انا بكتب بقالي أكتر من أربعين سنه
الصغير / يااااااااااه ، أربعين سنه ؟ يعنى من قبل ما اتولد انا بخمستاشر سنه ؟
الشاعر / ههههههههه
الصغير / ويا ترى على كده يا حاج بتستفاد من كتاباتك دى ؟
الشاعر / يا إبني ، زي ما الكتابه أنواع ، الشعرا والكتاب انواع برضه
الصغير / موش فاهمك يابا ، يعني إيه ؟
الشاعر / الأول انت بتكتب شعر ؟
الصغير / بكتب شعر ؟ امال بگلمك ع الفاضي ؟ اللي قدامك ده يا عمنا شاعر غنائي موهوب ، وبشهادة كتير من الناس
الشاعر / طيب يا إبني ، بالراحه شويه ، أنا كنت بسألك علشان أعرف بس إن كان عندك خلفيه واللا لأ ، لإن زي ما إنت عارف إن إحساس الشاعر في الإلقاء والإستقبال يختلف عن الإنسان العادي
الصغير / وآديك عرفت يا عمنا ، عندك بقى حاجه حلوه تسمعهالنا ؟ واللا نفضها سيره يا حجيج وكل واحد يروح لحاله ؟
وهنا أحس شاعرنا الكبير بأنه أهان ذاته مع من لا يجب أن يحادثه ، ولكن لفرط إحساسه وحفاظا على عدم جرح مشاعر هذا الإنسان ، ظل يقرأ عليه بعضآ من أشعاره وكلماته الأكثر من رائعه ، وأثناء قراءة إحد النصوص من الشاعر للصغير ، إذا بالصغير يقول للشاعر بصوت منفر : إيه ده يا حاج ، حاسب حاسب ، دي كلماتك انت يابا ؟ فقال له الشاعر : آه كلماتي ، وكانت تلك الكلمات لأغنية مشهوره جدا لمطرب كبير ، ولسوء حظ الشاعر الخجول ، كان الصغير يحمل بين طياته شريط الكاسيت الذي يحتوي على تلك الأغنيه بعينها ، مع إختلاف بسيط في بعض الكلمات ، فأخرج الصغير الورقه المطبوع عليها اسم الأغنيه ومؤلفها وملحنها ، وكان إسم المؤلف المطبوع غير إسم شاعرنا الكبير ،،،
هنا ، نظر الصغير نظرة إستحقار للشاعر الكبير وللأسف ( بصق ) فى الأرض أمام قدم الشاعر الذي لا يمكن أن يكذب ابدا مهما كلفه الأمر من عناء وقال له : انت كداب ، أخص عليك راجل كداب ، وتركه ومشى ،
لم يتمالك الرجل نفسه فجلس مكانه باكيا بحرقه ، وبعد فتره وجيزه ، أخرج منديل وكفكف عيناه وهامس نفسه :
يا خساره ، خساره كبيره على جيل اليومين دول ، مفيش صبر نهائي ، طيب كنت إديني فرصه أشرحلك واحكيلك دي جات إزاي ، وگان الرجل يضرب كفا على كف مستنفرا مما حدث ، وهب واقفا نافضا غبار الأرض من على ملابسه من الخلف ومشى الهوينا الى ان وجد مقهى فجلس عليه وهو ما زال يهامس نفسه ويتمتم ويضرب كفا بكف ، والناس من حوله ينظرون اليه دون ان يدري ، فأتى إليه رجل يضاهيه في العمر وجلس الى جواره دون إستئذان وسأله الضيف قائلا له ،
الضيف / مالك يا أستاذ ؟ فيه حاجه ضايعه منك ؟
الشاعر / لا ابدا بس اصل حصلت حاجه غريبه معايا من شويه ،،،
الضيف / خير يا استاذ .....
فحكى الشاعر الكبير لضيفه عن نفسه وصفاته وخجله وووووووو ، وحكى له عن ما كان ودار بينه وبين الصغير المتعجرف ، فوقف الضيف وأشاح بيده غاضبا ، وهو يقول : طيب ما انت إللي غلطان يا عم ، ليه بتكدب عليه ؟ فرد عليه الشاعر قائلا : انت هتعمل زي التاني ؟ خليني أفهمك جات إزاي دي ،،،،، فجلس الضيف على مقعده وهو يتمتم وممتعض قائلا : فهمني يا عم ،
الشاعر / من فتره كبيره يمكن اكتر من عشره إتناشر سنه كنت انا كاتب نصوصي في كشاكيل ، وكانت الإغنيه دي من ضمن اللي كنت كاتبهم ، وفي يوم جالي واحد صاحبي عندي في البيت وقاللي انا عاوز كشكول من اللي انت ماليهم أشعار وأغاني دول علشان أقراه ، ونظرا لكوني خجول ولا احبذ إحراج أحد ، قلت له ، وماله حبيبي ، إللي يعجبگ خده إقراه وهاته ، بس ، الله يخليك ، متغيبش عليه ، فأخذ مني ثلاثة كشاكيل دفعة واحده ، ومضى بهم على وعد بأنه سيحضرهم لي خلال اسبوع واحد ، ووافقت ، وانتظرت اسبوع وإثنان وشهر و إثنان حتى فوجئت بسماع كلماتي يغنيها المطرب الشهير ولكن فيها بعض التعديلات البسيطه جدا ، وبعد فترة علمت إن صديقي الذي أخذ الكشاكيل الثلاثه قد هاجر الى دولة أجنبيه ومعه كتاباتي ، انا لا اعرف إن كان باع بعض الأغاني أو النصوص أو ماذا حدث للكشاكيل الثلاثه ، يعلم الله وحده إني لا أكذب أبدآ أبدا ،،،،،،،،،
فوقف الضيف وبكل محبه أخذ الشاعر الكببر في حضنه مربتآ على ظهره بكل حنان ،،، وانهمرت دموعهما معا .........
( سامح ايليا سورسي )
google-playkhamsatmostaqltradent