قطرات مطر
في ليل شتا دافئ في طريق العودة من عملي والشارع يكسوه الصمت من المارة و يكسر صمته أصوات السهرانين خلف النوافذ .
ظلام الليل يبدده قمر مخنوق بالغيوم و أعمدة الإنارة تكسر أشعتها قطرات المطر مع إحتفلات أعياد الميلاد خطواتي تتهادى مع ذكريات ذاك اليوم تتعثر قدماي في شئ ثقيلا نوعا ما.
علبة مغلفة بللتها الأمطار عليها كارت إهداء طُمست حروفه المجهولة هل سقطت من أحدهم هل ألقاها أحد غير عابئ بِراسلها هل هي ذكريات مؤلمة أراد دفنها ونسيانها هل يقصدتي من ألقاها الأن في طريقي أم أنها عاداتنا السيئة في إلقاء أشيائنا القديمة .
حملت العُلبة وتحت مظلة فتحتها حُب إستطلاع وفضول توقف بي الزمن رسائل موجهة إلي فيها أسمي وفيها من الأشواق والمشاعر مايمزج دموعك بالمطر من فيض ذاك الحب و لهيبهُ .
ولكن من الراسل من أراد أن أعثر على هذه الرسائل .
خلف إحدى النوافذ أرى ظل شخص يتابعني لكني لا أستطيع تحديد الملامح غير أنه من الشعر علمت أنها فتاة تسمرت في مكانها حتى صارت ظلً داخل إطار النافذة .
أين أنا بيتي بعد ناصية الشارع وهذا طريقي منذ الدراسة و لا أتذكر أنني التقيت إحداهن في هذا الطريق غير أني يومٌ دخلت إلي تلك الصيدلية أشتري دواء لأمي .
هي معقولة هي الصيدلانية التي أرسلت السلام لأمي والتي تبسمت خجلا مني عند طلبي الدواء نعم قالت لي جملة لم أعبئ بها ولم أُعيرها إهتمامي لكني تذكرتها .
وفي لحظة العودة للواقع أختفى الظلُ خلف النافذة وانطفئ الضوء خلفها .
توجهت لأمي التي تنتظرني كالعادة كل يوما و بسؤالي عن حالها في غيابي أجابتني الحمدلله بخير أعطني دوائي .
أحضرت لها الدواء و وجدت الدواء متوفرا متكرر من نفس الصيدلية هنا تذكرت تلك الابتسامة و جملتها مرة أخرى. (الحاجه كانت هنا اول امس سلم عليها كتير)
أمي الدواء مكرر فاتبسمت أيضا قائلة يابني نفسي أفرح بيك .
#اكملها_انت_بخيالك