recent
أخبار ساخنة

المسافر / بقلم الكاتب / إبراهيم معوض

الصفحة الرئيسية

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته أهل همس مصر الكرام
موعدكم اليوم مع برنامجكم ( اللمـــه ) معكم إبراهيم معوض ...
حلقه اليوم حلقه خاصه أعرض فيها على أساتذتى وزملائى أهل همس مصر الكرام إحدى قصصى القصيره ضمن مجموعتى الجديده تحت الطبع وأتمنى أن أسمع الآراء والمقترحات حول النص نقدا وتحليلا ....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المسافر / قصه قصيره
ــــــــــــــــــــــــــــــ
صوت المؤذن يختلط بصياح الديكه للإعلان عن يوم جديد ، يتحرك فيه البشر بأقدام متناثره فوق الطريق المجهد ، تجتهد الخطوات أن تحتمى ببعضها البعض ، ولكن الوجل يعود إليها بين البطء والسرعه فلا تلتقي ، يدفع الباعه عرباتهم الخشبيه لتحدث صريرا مخيفا على الأسفلت المتكسر ، يتدثر السائق الوحيد بعباءه قديمه تخفى بدنه كله فيجلس كهاله سوداء بجوار سيارته العتيقة ينتظر قدوم المسافرين ، ينفث دخان سيجارته علها تصب داخل صدره دفئا مزعوما ، وعلى بعد خطوات منه قطه هزيلة تعبث فى أكوام القمامة علها تجد ضالتها فتعود خائبة بعدما تبعثرها ، والمسجد المقابل يفتح نصف الباب بقدر زواره المعتادين ، يتحرك بجسد نائم تحمله أقدام متعبه ، ولكن الأمل يحدوه أن يغادر تلك القريه ، تملأ الأمنيات جوفه وتسيطر على حواسه ، يلقى بنفسه فى مقعد السيارة يطرح رأسه للنوم عله يراها فى أحلامه ، فقد أعطته وعدا أن تنتظره على أبواب المدينه ، حيث العمل والزواج والمال الوفير ، يفيق من سطوة أحلامه على صوت مواء أمام باب السياره ، إنها القطة التى عجزت عن الحصول على رزقها فلجأت للتسول ، يفتح حقيبته يخرج قطعه من طعام ويلقيها كى يتمتع بشكلها وهى تقفز نحوها ، تأكلها بشغف ، يبدو أن طعام الأم قد راق لها ، طرح رأسه مجددا ينتظر إكتمال المقاعد كى تبدأ الرحلة ، بدا الإنتظار ثقيلا حين بدأ الملل يتسرب إلى نفسه ، يطرح رأسه مجددا ، ينتفض بقسوه حتى كاد ان يلفظ أحشاؤه يفيق مضطربا على صوت السائق الذى حشرجة السهر ، معتذرا عن المطب المفاجئ وطالبا الأجره ، يصل إلى البوابه العاليه المطعمه بالخزف والرسوم ، تصطف الفتيات على الجانبين  ترحيبا بقدومه ،
يجول ببصره بينهن بحثا عنها ، كل الفتيات جميلات ولكنها ليست بينهن ، جمال متقارب روح واحدة في أبدان متعددة بياض أقرب للشمع ، وخفه أقرب للنسيم ، يتراقصن فى مرح بلافتات الترحيب وأكاليل الزهور ، يقف أمام كل واحده يفك طلاسم وجهها الملائكى الصبوح الذى تعلوه إبتسامه مرسومه بريشة فنان ، وفى نهايه المطاف يجدها وقد إكفهر وجهها وتغيرت ملامحه ، إنتفخت أوداجها وبلغ الغضب منها حد الجنون ، تلقى على مسامعه كلمات نابيه غليظه ، يبدو أنها غارت من الأخريات ، يحاول الشرح فلا تتركه يتكلم ، يعود ببصره إليهن ليرى أنهن قد تحولن لكائنات بغيضه ، أكثر دمامه منها ، يفيق على صوت مواء جديد يفتح عينيه فيجد نفس القطه تطلب المزيد من طعام الأم الشهى فيلقى لها ما يكفيها ، ثم يهبط من السياره التى لم تتحرك بعد ليسلك طريق العودة متعللا للسائق أنه قد نسي شيئا هاما ....

google-playkhamsatmostaqltradent