سلام الله عليكم ورحمته وبركاته أحبتي في الله
🌷
الحديث الثامن والعشرين الجزء الأول
من أحاديث الأربعين النووية بحول الله وقوته
🌷
للشيخ محمد صالح العثيمين غفر الله له ولنا وجزاه عنا خير الجزاء
🌷
الحديث...
عَنْ أَبي نَجِيحٍ العِرْباضِ بنِ سَاريةَ رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ:( وَعَظَنا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةً وَجِلَتْ مِنْها القُلوبُ، وَذَرَفَتْ مِنْها العُيُونُ , فَقُلْنا: يا رسولَ اللهِ، كَأنَّها مَوْعِظَةُ مُودِّعٍ فَأَوْصِنا.
قالَ: { أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا,
فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ , تَمَسَّكُوا بِهَا , وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ،
وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ؛ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ , وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ })
رواهُ أبو داوُدَ والتِّرمِذِيُّ ، وقالَ: حديثٌ حَسَنٌ صحيحٌ.
🌷
الشرح ....
قوله:"وَعَظَنا" الوعظ:
التذكير بما يلين القلب سواء كانت الموعظة ترغيباً أو ترهيباً، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتخول أصحابه بالموعظة أحياناً.
🌷
وقوله: "وَجلَت مِنهَا القُلُوبُ
" أي خافت منها القلوب كما قال الله تعالى:
(الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ )(الأنفال: الآية2) .
🌷
" وَذَرَفَت مِنهَا العُيون"
أي ذرفت الدموع، وهو كناية عن البكاء.
🌷
فَقُلنَا يَا رَسُول الله:
كَأنَّها"
أي هذه الموعظة "مَوعِظَةَ مُوَدِِّعٍ"
وذلك لتأثيرها في إلقائها،وفي موضوعها،وفي هيئة الواعظ لأن كل هذا
مؤثر .
🌷
قَالَ أوصيكُم بِتَقوَى الله عزّ وجل" هذه الوصية مأخوذة من قول الله تعالى: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ)(النساء: الآية131)
🌷
فتقوى الله رأس كل شيء.
ومعنى التقوى: طاعة الله بامتثال أمره واجتناب نهيه على علم وبصيرة.
🌷
وَالسَّمعُ والطَّاعَة" أي لولاة الأمر بدليل قوله وَإِن تَأمَّر عَليكُم والسمع والطاعة بأن تسمع إذا تكلم، وأن تطيع إذا أمر،
🌷
لكن انظر أن النبي صلى الله عليه وسلم خصها بالذكر بعد ذكر التقوى مع أن السمع والطاعة من تقوى الله لأهميتها ولعظم التمرد عليها.
🌷
" وَإن تَأمَّر عَلَيكُم" أي صار أميراً
"عبد" أي مملوكاً.
🌷
فَإِنَّهُ مَن يَعِش مِنكُم" أي تطول به الحياة "فَسَيَرى"
🌷
والسين هنا للتحقيق اختِلاَفاً كَثيراً في العقيدة، وفي العمل ، وفي المنهج، وهذا الذي حصل، فالصحابة رضي الله عنهم الذين عاشوا طويلاً وجدوا من الاختلاف والفتن والشرور ما لم يكن لهم في الحسبان
أوصيكم بحفظ بحديث
🌷
اللهم أني أحتسب عملي هذا لوجهك الكريم فتقبله مني وممن أقدم عليه بإحسان إلى يوم الدين
🌷
اسأل الله أن يختم بالصالحات أعمالنا
أختكم في الله .. ليالِ الرسول