السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته صحبة الخير والإيمان
🌷
شرح الحديث الرابع والثلاثين من أحاديث الأربعين النووية
للشيخ محمد صالح العثيمين غفر الله له
🌷
عَنْ أَبي سَعيدٍ الخُدريِّ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعتُ رِسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ:
(مَن رَأى مِنكُم مُنكَرَاً فَليُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَستَطعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَستَطعْ فَبِقَلبِه وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإيمَانِ)رواه مسلم.
🌷
الشرح ..
قوله:
"مَنْ رَأَى"
هل المراد من علم وإن لم يرَ بعينه فيشمل من رأى بعينه ومن سمع بأذنه ومن بلغه خبر بيقين وما أشبه ذلك،
🌷
أو نقول:
الرؤيا هنا رؤية العين،
أيهما أشمل؟
🌷
الجواب الأول . فيحمل عليه،وإن كان الظاهر الحديث أنه رؤية العين لكن مادام اللفظ يحتمل معنى أعم فليحمل عليه.
🌷
وقوله: "مُنْكَراً" المنكر:
هو ما نهى الله عنه ورسوله، لأنه ينكر على فاعله أن يفعله.
🌷
" فَلْيُغَيِّرْهُ"
أي يغير هذا المنكر بيده.
🌷
مثاله: من رأى مع شخص آلة لهو لا يحل استعمالها أبداً فيكسرها.
🌷
وقوله: "مُنْكَرَاً"
لابد أن يكون منكراً واضحاً يتفق عليه الجميع، أي المنكر والمنكر عليه،
أو يكون مخالفة المنكر عليه مبينة على قول ضعيف لا وجه له.
🌷
أما إذا كان من مسائل الاجتهاد فإنه لا ينكره.
🌷
"فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ"
أي إن لم يستطع أن ينكره بيده "فَبِلِسَانِهِ"
🌷
أي فلينكره بلسانه ويكون ذلك: بالتوبيخ،والزجر وما أشبه ذلك،ولكن لابد من استعمال الحكمة، كما سيأتي في الفوائد إن شاء الله، وقوله "بِلِسَانِهِ" هل نقيس الكتابة على القول؟
🌷
الجواب:
نعم، فيغير المنكر باللسان، ويغير بالكتابة، بأن يكتب في الصحف أو يؤلف كتباً يبين المنكر.
🌷
"فَإنْ لَمْ يَستَطِعْ فَبِقَلْبِهِ"
أي فلينكر بقلبه، أي يكرهه ويبغضه ويتمنى أن لم يكن.
🌷
" وَذَلِكَ" أي الإنكار بالقلب "أَضْعَفُ الإِيْمَانِ" أي أضعف مراتب الإيمان في هذا الباب أي في تغيير المنكر.
أوصيكم بحفظ الحديث
🌷
اللهم أني أحتسب عملي هذا لوجهك الكريم فتقبله مني وممن أقدم عليه بإحسان إلى يوم الدين
أسأل الله أن يختم بالصالحات أعمالنا
🌷
أختكم في الله .. لياليِ الرسول عتمان 🌷
🌷