.
بقلم الكاتب / عبدالمجيد الديّهي ؛
.....................................
.
أميِّ مافي الوجود سواها ؛
.....................................
أمي مافي الوجود ليّ قلب محب سواهـــــــا
كوثرٌ عذبُ المذاقِ أتنسم رحيق شذاهــــــــا
وحنانها نفحات عطاء من الله قد حباهــــــــا
حملتني جنينا وشدائد عذباتها يابشراهــــــــا
تسعة أشهر لاقت فيها أوجاعا ما أقساهــــــا
تتقلب فيها حبا وحنانا وأنا بين حشاياهــــــا
وتتقاسم غذائها رحمة من الله وعطاياهــــــا
وعند المخاض لاقت مالاقت في دنياهـــــــا
ودفنت آلامها والرحمن لم يثقل خُطاهـــــــا
وأرضعتني لبنا حلوالطعم سائغٌ ماأنقاهـــــا
وعلمتني كيف أسعي وأحبوا عند رؤياهــــا
وأطير بجناح الفرحة أتمتم وأُضْحِكَ فاهــــا
وأغرد صادحا بإسمها وتسعدني شفتاهــــــا
وهي تداعب خدي بحنان الأم وسُقْياهــــــــا
ويرقص فؤادي كزهرة الربيع وفحواهــــــا
لو جمعت خصال الحب ماوافيت وفاهــــــا
فـ لكم سهرت الليالي لـ أجلنا واليوم ننساهـا
وبالجفاء نهجرها وبالود والبر نتحاشاهـــــا
وجمال الكون بأديم الأرض جمَّل محياهــــا
هيّ أم البشر وحسن البهاء ربي قد أعطاهـا
وقسما بالأمس ونور الشمس ما أجداهـــــــا
من تضحية عالية القدر للأم قد عشناهــــــا
علمتنا حب الوفاء والإنتماء نور ضياهـــــا
ذكرت في القرآن والوصف مقام سناهــــــا
والأب جُعل من بعدها مكانةً وأصفاهــــــــا
ووصانا رسول الرحمة دوما بها وحباهــــا
بحسن الصحبة وأنَّ الجنة تحت قدماهــــــا
وماخاب من أعطي لطاعة الله رضاهـــــــا
وحقق وصية النبي فيها وأعظم عطاهــــــا
أيا جنة في الأرض فَجْرُ النَّدي قد حلاهــــا
أفيضي علينا بالنسمات وجملي محياهـــــــا
فلقد نظرتك زهرة للروح والله قد رواهـــــا
بفيض عطاءه والمصير تحت قدماهـــــــــا
إهدينا دعوة الرضا يا أمي وخلدي دعواهـا
وبشرينا بمنازل الأنس فما أعظم سُكناهــــا
وإجعلي من رضا الله نعمة لنا فما أجداهـــا
ولقد آنست منك في الصغرعظمتها وبهاهـا
وإن أخطأت يوما في حقك فأنت سقياهـــــا
وإني لآراني مهما علىَّ نباحي فأنت دواهـا
أيا نسمة الخير جودي علينا بنفح عطاياهــا
فلا صلاح ولا فلاح دوما لنا بغير رضاهـا
.
.....................................................
.
بقلم الكاتب / عبدالمجيد الديّهي
من ديوان ( وشوشة الودع )
..........................................
.
.