قصة قصيرة
ذكريات
ــــــــــــ
جلست في صمت المكان تداعبها الأفكار ، يذهب معها العقل في لحظة ويدع مكان مليء بالذكريات ،
ذكريات تسعدها عندما تتذكرها ، وتحزن على أنها أصبحت من الماضي ، وباتت في جب مظلم لا يدخله النور ، ولا تطل عليه الشمس إلا في لحظات بعد مرور سنوات أو شهور ، لكن تمر من أمامها لحظات كانت هي عمرها ، شعرت فيها بسعادة لم تشعر بها طيلة حياتها ، فرحة أبهجت القلب وأنعشت نفسها وجعلتها تحب الحياة ، وتعرف أن هناك للقلب نبضة يعشقها ، وهي للقلب بمثابة شريان حياة ، لأول مرة في عمرها تعرف الحب ومعناة ، كانت قبله تعيش حياة روتينية ، من أجل إسعاد من حولها ، لم تتذكر نفسها ولا تعرفها إلا عندما تلاقت روحاهم في فضاء الكون ، في السماء حيث النقاء والصفاء ، هدوء تام عندما يحين موعد اللقاء ، تنعزل روحاهم عن عالم الوجود للاوجود ، تنسحب جسداهما وتذهب لمكان ٱخر ، عالم من الروحانيات لتهدء النفس وتصفى الٱذهان ، وكأن الدنيا هو وهي ، لا وجود لأحد ولا يشعرا بأحد حولهما ، لا تعرف حساب للوقت ، كم يستغرق حديثهما معا ، دقائق أم ساعات ، كل ما يشعرا به ويستحوذ على مشاعرهما أنهما سعداء ، لا يهمهما شيء سوى أن يبقى معا ، من أين يأتيا بكل هذه الكلمات والعبارات دون أن يملا أو ينتهي الحديث ، ويبدأ رويدا رويدا في إنهاء اللقاء ولا يريدا الإنهاء أو مغادرة المكان ، تتذكر عندما لقائهما لأول مرة كانت تتصدى له وتنفر منه ، لا تريد أن تسمعه ، تهرب منه تتجاهله ، وهو يصر على محادثتها وإظهار حبه لها ، وكان على يقين بأنها ستحبه حبا جما وتعشقه ، هل يتذكر مثلها كل هذه الأشياء ، ربما ، كل ما تعرفه أنها لازلت تحب ، رغم البعاد وإنقطاع حبل الوصال ، ولكنها أخذت عهد على نفسها بأن تظل ما بقي من عمرها تحبه ، لأنها عرفت الحب معه ، ظلت معرفتها شهور ليست بالكثيرة تذوقت فيها طعم الحياة ، وبعدها تذوقت كأس العذاب والظلم والفراق ، ظل سنوات وسنوات ، لا تتذكر عددها ولكنها كثيرة لا تتحملها الجبال تنهار من ثقلها ، لا تريد أن تتذكرها بل كل مافي جعبت ذكرياتها معه هو الحب والود فقط ، وهو من سيظل معها حتى تلقاه في الجنة وتعاتبه على فراق روحها معه .
كانت مجرد لحظات ، مرت من أمام الكاتب كشريط سينما بصوره وأحداثه ، وبعدها يعود العقل و الإدراك ، ونعود لواقعنا ، ونعيش ونتعايش معه ، بكل رضى وإطمئنان بدفء وحب وأمان ، ليترك الكاتب قلمه ونظارته ، بعد أن سطر من فيض خيالة نسيج من المشاعر الجياشة ، مع لحن هادء من الوفاء والإخلاص ، تعبر عن أحد عاش هذه الأحداث ، ليسعد للحظات ، ثم يكمل طريقة في الحياة .
#بقلم_الكاتبة_حنان_محمدعبدالعزيز