recent
أخبار ساخنة

أستاذ. إبراهيم معوض يكتب قصة(ليلة الانفصام الاخيرة )

ليله الإنفصام الأخيره / قصه قصيره
__________________
كان مصرا في آخر ليله ألا يترك له حبيب كى يبكى خلفه ، حتى ولده الصغير لم يعد يتذكر منه إلا تلك الصفعه التى ألهبت وجهه ، وأصابت أذنه وعينه ، وزوجته التى اعتادت على نزواته كان له معها هذه الليله شأن أخر فقد حضر بالنزوه إلى فراشها ، فعل كل ما يريد وببساطه لا توحى بوجود أى إنسان داخل هذا الكيان المبعثر ، اجتهد كثيرا أن يخفى معالم هذا الإنسان بإطلاق سراح الوحوش الكامنة فيه ، أخرج كل صفاته المحموده ولوى عنقها كى يعكس مسارها حتى لا يأتيه القلق من خلالها ، وبسرعه إستطاع أن يزيل الغبش عن صفاته المركونه داخله من قسوه وعنف ولا مبالاه كى يجليها للجميع فيربح ولو ليله سعيده ، مليئة بالإحترام من الناس ، فقد أنتج لهم شخصا آخر لا يشبهه ، يرتدى منه الجلد والملامح ولكنه قادر على مالا يقدر عليه هو ، حتى أنه لم يعرفه حقا حين يراه يطل عليه من خلف زجاج المرآه ، أو حين يراه يسير فى بهو المنزل عابس الوجه مبعثر الشعر كأنه شيطان ، يصفع الصغير رافضا براءته ، يعنف الكبير رافضا بسمته ، ينطلق كوحش مثار يعادى النسمه والبسمه يخافه حقا لأن الجميع يهابه ، فلا يقترب من ظله غازى ، ولا يحد حريته طفيلى ، فيكون حرا مصان الكرامه ، وقف أمامه برغم الخوف متسائلا : كيف ربحت بكل هذا الخسران ؟ هل أنت من لوى شعاع الشمس بكفه كي يأتيك الضوء وحدك ؟! ثم قرر أن تكون هذه آخر لياليه بإجراءات عديده  ؛ تكسير عزمه بمنع الطعام عنه ، وتفتيت بدنه بالدخان ، وتقليل همته بالتسويف والكسل ، ولكنه تيقن أن صفاء نفسه لن يعود إلا إذا رآه معلقا في السقف أمامه ، اجتهد في ذلك حتى إبتسم بإرتياح وهو يرى الفرحه قد عادت إلى الوجوه التى تبصره يتطوح فى مشنقته ...
________
إبراهيم معوض

google-playkhamsatmostaqltradent