وتسأليني
وتسأليني متى تعرف النوم عيوني
وهل تهدأ قروحي ويخف جنوني
متى يتعب القلب وأغمض جفوني
وهل يأتي الحب بألوان وألحان
ويزول الخوف ونبقى كطيور الجنان
يتوه الطير وينسى جروح الزمان
ولكن الأسى يترك ندوبا تصعب على النسيان
وتظل الأيام محفور عليها الخطايا والغفران
أغيب ساعات وأعود أذكر محطات الحنان
تسأليني أيطول الشتاء وينأى المزار
ولا يأتي بعدها دفء ونار
ولا يشجينا صوت المزمار
وتصبح أيامنا ذكرى بعيدة الأغوار
لاتستغربي فكل ما حولنا أقدار
نريد وننتظر فتخيب آمالنا الأخبار
فكم حلمنا فكذبت أوهامنا الأنظار
تسأليني أن أعود مع الربيع
ضاحك باسم كالطفل الرضيع
أغني كبلبل أطرب الجميع
أعود كأيام الصبا والهوى والشباب المنيع
ما عدت ذاك الفتى الوديع
وما عاد قلبي يأتي متلهفا مطيع
أخفي في قلبي جرحي ولا أذيع
اشتري ويكتم قلبي ولا أبيع
تسأليني أن أعود
وكأن حلمنا ما بات مؤود
وكأن الخطايا نجوم وعقود
أنعود وقد دفنا البراءة غي سرداب مسدود
وأخذ عهودنا كاتم الأسرار ولن يعود
بقلم الشاعر محمود موسى