** تبًّا وكل الخزي لوضعنا العابس : حسن ماكني
--------------------------------
تبّا وكلّ الخزي لوضعنا العابس
كصهيل الخيل ولا فارس !
أبطال من خشب
عرب قالوا…… !
أين العرب….؟
أين بركان الغضب !
تبّا للخطب
تبّا لمن خان النّسب
… …………
أبطالنا يا صاحبي يطلقون النّار لدم العروس
يكبّرون الله في قطع الرّؤوس
ولا يفزعون لإغتصاب القدس
ولا لدمع الثّكالى
أو لطفل مات في ليلنا القارس
يا صاحبي دعنا
فني العمر
وما اتّعظوا
وما أفادتهم دروس
…………......
يا صاحبي
أين دماء الرّجولة ؟
أين أمجاد البطولة…؟
أين فرسان القبيلة….؟
ههنا أحلام حزينة
وهناك قنّاص يراود قتيلة
…………........
يا صاحبي
لا زالت القدس سجينة
لا زال الذّئاب يكتسحون المدينة
لا زالت خيباتنا تتوالى
هزيمة
ترادفها هزيمة
………….......
يا صاحبي
ها نحن نتدرج فوق بركان العثرات
ذهابا وذهابا
لكي ننحت ليوسف غربته الأخيرة
وفق معايير التّديّن الأسود
ولا آذان الفجر يزيح عنّا ثقل الضّجر
ولا رغبة للظّلام بوداع القمر
…………….
يا صاحبي
أنا ما كنت سارق الأنهار
وما أمرت الماء بالعصيان
لكي ينبذني النرجس البرّي
وما قلت أنّ الحريّة حكراً على الآلهة
وما كنت ملك الموت
حتّى تلعنني الفصول في كلّ ذكرى
…………….
أنا لم أتعسّف على حكم القدر
وما تمرّدت على سهم لا تثنيه دمعة
وما اختلست النور من فرحة شمعة
فلماذا…….؟
لماذا أساق غريبا إلى منفى…..؟
ولماذا رغم توبة الحجر….؟
أقصى من لائحة الغفران….
لأجترّ وحدي مرارة اللعنة…..!!
…………
يا صاحبي هذا زمن آخر
زمن ما عاد يكتب بالشّعر في الكتب المحنّطة
زمن ما عادت تغريه الخطب المنمّقة
زمن
ما عاد يُصنع بالسّيوف الصّامتة
…………
هذا زمن آخر
زمن آخر
زمن الفعل
زمن العمل
زمن لا يعترف بالمعادلات المستحيلة
زمن لا ينبت الأمجاد إلاّ
من سواعد عشقت عزف السّندان والمطرقة
…………
يا صاحبي دعنا
فني العمر
وما اتّعظوا
وما أفادتهم دروس
تبّا وكلّ الخزي لوضعنا العابس
تبّا وكلّ الخزي لوضعنا العابس