جَدْب.... مشهد
بقلم ليلى المراني
نفث دخان سيجارته في وجهها، تجشّأ خموله.. ضحك ساخراً.. هي العاقر، لا ترسم سوى وجوه أطفالٍ مبتسمين.. نكأ جرحاً غائراً في أنوثتها، منفعلةً صرخت، " ما الذي يضحكك أيها السكير الفاشل؟ "
" لمَ لا ترسمين وجهي الجميل الذي كان حلمكِ يوماً ؟"
باشمئزاز نظرت إليه، غمست فرشاتها باللون الأحمر القاني وصبّته قطرات دمٍ تنفث من شَفتَي طفلٍ بريء.. غمستها ثانيةً باللون الأسود، بحقد سنين من الخيبة والإذلال، تجذّر في روحها.. رسمت قِرنَي شيطان معقوفين فوق رأسه.. تنفّست بعمق.. رمت اللوحة في وجهه طعنةَ سِكّين.. تسبقها دموعها، مندفعةً هرعت إلى الشارع.. ابتلعها الظلام..