قصة بطل "قصة واقعية حدثت منذ أيام "
بقلم ياسر عياد
محمد القمر احمد رزق ، معيد ومدرس التربية الرياضية محمد الذي تصادف مروره بجوار شاطئ الإسكندرية ، سمع صوت إستغاثة شابين مصريين كادا أن يغرقا فسلم جواله وجواز سفره لزوجته التي انقبض قلبها ، وتشبثت بيده ورجته أن لا يقفز في البحر ، إلا أنه قال لها "لن أدع روحاً تموت وأنا أستطيع إنقاذها" وهو يعلم أن الله معه ،
القمر حاصل على عدة أوسمة وجوائز في السباحة والتايكوندو ، وحاصل على ماجستير من جامعة السودان في التربية البدنية ، والمدرب في عدة صالات رياضية في الخرطوم وشارع المشتل في الرياض ، فانتزع يده القوية من قبضة يدها الضعيفة، ثم قفز في البحر قفزته الأخيرة وهو غير مليم .
وكأن عروسه كانت تعلم أنها لن تراه مجدداً..!
قام القمر بإنقاذ الغريق الأول ثم عاد لإنقاذ الثاني الذي نجا بدوره لكن المنقذ محمد القمر أبتلعه بحر سيدي بشر شاطئ ابوهيف
ولا حول ولا قوة إلا بالله، وتشاء إرادة المولى أن يغرق المنقِذ ويُنقذ الغريق ... !
إنه البحر الذي طالما أختطف سباحيه المهرة ، وسخر من أحزمة التايكوندو والكاراتيه ولم يعبأ بالاوسمة والقلائد والميداليات والنياشين، ولم يرحم عروسه التي شاهدت بعينيها كل تفاصيل غرق عريسها .
وهكذا الموت الذي نغفل أنه دائماً بالجوار يختطف منا زينة أصدقائنا ، وخيم على قلوب أصدقائه الذين أحبوه وعشقوا بياض قلبه.
رحل محمد القمر ابن نيالا البار ، والأستاذ بجامعة الدلنج رحيل الأبطال ..
رحيلٌ يشبه بطولة ورجولة ومروءة أرض دارفور العظيمة، مات وهو ينقذ شخصاً لا تربطه به صلة قرابة ولا جنسية ولا يعرف حتى اسمه ولكنه يعرف أنه إنسان..!
رحل شهيداً لا نذكيه علي الله ..وهو العريس الذي ترك عروسه المكلومة وفي بطنها بِضعةٌ منه ..
جنيناً ذو أشهر خمس (حفظه الله) ..
صبيٌ أو صبية سيحمل إسم وملامح والده .. طفلٌ به مسحة من حزن اليتم ولكن في عينيه مروءة أبيه البطل .
يغيب القمر ولكنه لا يموت ، وإنما يُبعث هلالاً صغيراً سرعان ما يشتد أزره ويستدير ليعود قمراً عظيماً من جديد.